كلها منه وإليه، وتعود إلى ذاته المقدسة.
ونقرأ في بعض الروايات في تفسير هذه الآية عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنه قال:
" إذا انتهى الكلام إلى الله فأمسكوا " (1).
أي لا تتكلموا في ذات الله فإن العقول تحار فيه ولا تصل إلى حد فإنه لا يمكن للعقول المحدودة أن تفكر في ما هو غير محدود لأنه مهما فكرت العقول فتفكيرها محدود وحاشا لله أن يكون محدودا.
وبالطبع فإن هذا التفسير يبين مفهوما آخر لهذه الآية ولا ينافي ما ذكرناه آنفا ويمكن الجمع بين المفهومين في الآية.
ثم يضيف القرآن في الآية التالية مبينا حاكمية الله في أمر ربوبيته وانتهاء أمور هذا العالم إليه فيقول: وانه هو أضحك وأبكى وأنه هو أمات وأحيا وأنه خلق الزوجين الذكر والأنثى (2) من نطفة إذا تمنى!
وهذه الآيات الأربع وما قبلها في الحقيقة هي بيان جامع وتوضيح طريف لمسألة انتهاء الأمور إليه وتدبيره وربوبيته، لأنها تقول: إن موتكم وحياتكم بيده واستمرار النسل عن طريق الزوجين بيده، وكل ما يحدث في الحياة فبأمره، فهو يضحك، وهو يبكي، وهو يميت، وهو يحيي، وهكذا فإن أساس الحياة والمعول عليه من البداية حتى النهاية هو ذاته المقدسة.
وقد جاء في بعض الأحاديث ما يوسع مفهوم الضحك والبكاء في هذه الآية ففسرت بأنه سبحانه: أبكى السماء بالمطر وأضحك الأرض بالنبات (3).
وقد أورد بعض الشعراء هذا المضمون في شعره فقال: