ويقع قسم من البذور على أرض ذات تراب صالحة، إلا أن نبات الشوك والعلف تنمو إلى جانبها، فحتى لو أورقت تلك البذور إلا أنها ما أسرع أن تغلبها الأشواك وتلتف عليها فتموت.
وأحسن هذه البذور حظا تلك البذور التي تستقر في تربة صالحة ولا تعوقها نباتات أخرى.. فلا يمضي زمن حتى تنبت وتنمو وتورق وتستوي على سوقها وتعطي ثمارها.
فكلمات الحق التي تخرج من أفواه الأنبياء ورسل الله وخلفائهم المعصومين كهذه البذور، فالقلوب الصخرية لا تتقبل هذه الكلمات من الأساس، والقلوب الضعيفة تتقبلها مؤقتا ثم تعرض عنها، وهناك قلوب مهيأة للقبول، لكن الأهواء والصفات الرذيلة والشهوات نابتة فيها، وهذه الأمور تبطل تأثير تلك الكلمات الحقة.
القلوب - الوحيدة - التي تتقبل كلمات هؤلاء الأئمة العظام وتنمو فيها وتثمر هي القلوب التي تطلب الحق ويحكم عليها البحث عن الحق! وخالية من الصفات السلبية والدوافع الدنيوية أيضا.. وتلك هي قلوب المؤمنين.
أجل.. فذكر إن الذكرى تنفع المؤمنين!
* * *