[والذين يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك وبالآخرة هم يوقنون (4) أولئك على هدى من ربهم وأولئك هم المفلحون (5)] الذين يؤمنون بالغيب: وهو البعث والنشور وقيام القائم والرجعة (1).
ومما رزقناهم ينفقون: مما علمناهم من القرآن يتلون (2).
والذين يؤمنون بما أنزل إليك: مرفوع أو منصوب عطفا على الذين يؤمنون بالغيب، أو مجرور عطفا عليه أو على المتقين. فعلى الأول يكون دخوله تحت المتقين دخول أخص تحت أعم، إذ المراد بأولئك: الذين آمنوا عن شرك وإنكار، و بهؤلاء مقابلوهم، فتكون الآيتان تفصيلا للمتقين. وعلى الثاني لا يكون مندرجا تحت المتقين، والمعنى: هدى للمتقين عن الشرك والذين آمنوا من أهل الملل، فعلى هذا يكون المراد بالأولين: المؤمنين من الشرك، وبالآخرين: المؤمنين من أهل الكتاب كعبد الله بن سلام وأضرابه، وعلى التقديرين يحتمل أن يراد بهم الأولون بأعيانهم ووسط العاطف، كما وسط في قوله:
إلى الملك القرم وابن الهمام * وليث الكتيبة في المزدحم (3) -