تفسير كنز الدقائق - الميرزا محمد المشهدي - ج ١ - الصفحة ٩٠
[والذين يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك وبالآخرة هم يوقنون (4) أولئك على هدى من ربهم وأولئك هم المفلحون (5)] الذين يؤمنون بالغيب: وهو البعث والنشور وقيام القائم والرجعة (1).
ومما رزقناهم ينفقون: مما علمناهم من القرآن يتلون (2).
والذين يؤمنون بما أنزل إليك: مرفوع أو منصوب عطفا على الذين يؤمنون بالغيب، أو مجرور عطفا عليه أو على المتقين. فعلى الأول يكون دخوله تحت المتقين دخول أخص تحت أعم، إذ المراد بأولئك: الذين آمنوا عن شرك وإنكار، و بهؤلاء مقابلوهم، فتكون الآيتان تفصيلا للمتقين. وعلى الثاني لا يكون مندرجا تحت المتقين، والمعنى: هدى للمتقين عن الشرك والذين آمنوا من أهل الملل، فعلى هذا يكون المراد بالأولين: المؤمنين من الشرك، وبالآخرين: المؤمنين من أهل الكتاب كعبد الله بن سلام وأضرابه، وعلى التقديرين يحتمل أن يراد بهم الأولون بأعيانهم ووسط العاطف، كما وسط في قوله:
إلى الملك القرم وابن الهمام * وليث الكتيبة في المزدحم (3) -

(١) البرهان: ج ١، ص ٥٣، ح ٥، والرواية عن الصادق (عليه السلام) في قوله تعالى: " الذين يؤمنون بالغيب " قال: " والغيب فهو الحجة الغائب.. الخ ". وتفسير القمي: ج ١، ص ٣٠، والرواية عن الصادق (عليه السلام) في قوله تعالى: " الذين يؤمنون بالغيب " قال: " يصدقون بالبعث والنشور والوعد والوعيد..
الخ ".
(٢) البرهان: ج ١، ص 53، ح 1.
(3) جامع الشواهد: ص 57، باب الألف بعده اللام.
لم سم قائله، الجار والمجرور متعلق بالمحذوف، أي أسوق مطيتي، والملك ككتف: السلطان المقتدر، والقرم بالقاف والراء المهملة كفلس: السيد، والهمام كغراب: السيد الشجاع السخي، والليث بالياء والمثلثة كفلس: الأسد، والكتيبة بالمثناة والياء والموحدة كسفينة: الجيش، والمزدحم: اسم مفعول من الازدحام وهو بالزاء المعجمة والدال والهاء المهملتين: الجمعية.
(٩٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 ... » »»
الفهرست