تفسير كنز الدقائق - الميرزا محمد المشهدي - ج ١ - الصفحة ٧٩
الهدى مقدما عليه.
هدى: هو مصدر على فعل كالسرى والبكى. وهو الدلالة الموصلة إلى البغية، بدليل وقوع الضلالة في مقابله، قال الله تعالى: " أولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى " (1) ويقال: مهدي في موضع المدح كمهتد، ولان اهتدى مطاوع هدى وأن يكون المطاوع في خلاف معناه، ألا ترى إلى نحو غمه فاغتم وكسره فانكسر وأشباه ذلك.
وهو إما مبتدأ خبره مقدم عليه، أو محذوف، وعلى التقديرين فهو على حقيقته، أو خبر مبتدأ محذوف، أو خبر بعد خبر، أو حال كما سبق، إما على المبالغة كأنه نفس الهدى، أو على حذف المضاف أي ذو هداية، أو على وقوع المصدر بمعنى اسم الفاعل.
قال أبو جعفر (عليه السلام): الكتاب أمير المؤمنين، لا شك فيه أنه إمام هدى (2).
للمتقين: المتقي: اسم فاعل من قولهم وقاه يقي. والوقاية فرط الصيانة وشدة الاحتراس من المكروه، ومنه فرس واق، إذا يقي حافره أذى شئ يصيبه.
وهو في عرف الشرع اسم لمن يقي نفسه عما يضره في الآخرة، وله ثلاث مراتب:
الأولى: التوقي عن الشرك المفضي إلى العذاب المخلد، وعليه قوله تعالى: (و ألزمهم كلمة التقوى) (3).
والثانية: التجنب عن كل ما يؤثم من فعل أو ترك حتى الصغائر عند قوم، وقيل: الصحيح أنها لا يتناولها لأنها تقع مكفرة عن مجتنب الكبائر.
والثالثة: أن يتنزه عما يشغل سره، عن الحق ويتبتل إليه بكلية، وهو التقوى

(١) سورة البقرة: الآية ١٦.
(٢) لم نعثر على حديث بهذه الألفاظ، ومما يناسبه ويماثله ما رواه أبو بصير عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: الكتاب علي (عليه السلام) لا شك فيه. لاحظ تفسير القمي: ج ١، ص 30.
(3) سورة الفتح: الآية 26.
(٧٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 ... » »»
الفهرست