تفسير كنز الدقائق - الميرزا محمد المشهدي - ج ١ - الصفحة ٦٩٥
ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به: من البلاء والعقوبة. أو من التكاليف التي لا تفي بها القوة البشرية. وهو لا يدل على جواز التكليف بما لا يطاق، بناء على احتمال كون المراد مما لا طاقة لنا، العقوبة، لا التكاليف، والتشديد هنا لتعدية الفعل إلى مفعول ثان.
واعف عنا: وامح ذنوبنا.
واغفر لنا: واستر عيوبنا ولا تفضحنا بالمؤاخذة.
وارحمنا: وتعطف منا وتفضل علينا.
أنت مولينا: سيدنا وناصرنا.
فانصرنا على القوم الكافرين: والمراد بهم عامة الكفرة.
وفي كتاب الإحتجاج للطبرسي رحمه الله: وروى موسى بن جعفر، عن أبيه، عن آبائه، عن الحسين بن علي، عن أمير المؤمنين عليه السلام في حديث طويل، وقد ذكر رسول الله صلى الله عليه وآله فدنى بالعلم فتدلى، فدنى له من الجنة رفرف أخضر وغشى النور بصره، فرأى عظمة ربه عز وجل بفؤاده ولم يرها بعينه، فكان كقاب قوسين بينها وبينه أو أدنى، فأوحى إلى عبده ما أوحى.
وكان فيما أوحى إليه الآية التي في سورة البقرة قوله تعالى: " لله ما في السماوات وما في الأرض وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء والله على كل شئ قدير " وكانت الآية قد عرضت على الأنبياء من لدن آدم عليه السلام إلى أن بعث الله تعالى محمدا، وعرضت على الأمم فأبوا أن يقبلوا من ثقلها، وقبلها رسول الله صلى الله عليه وآله وعرضها على أمته فقبلوها، فلما رأى الله تبارك وتعالى منهم القبول علم أنهم لا يطيقونها.
فلما أن سار إلى ساق العرش كرر عليه الكلام ليفهمه. فقال: " آمن الرسول بما انزل إليه من ربه " فأجاب صلى الله عليه وآله مجيبا عنه وعن أمته " والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله " فقال جل ذكره: لهم الجنة والمغفرة على إن فعلوا ذلك. فقال النبي صلى الله عليه وآله: إذا فعلت ذلك ربنا فغفرانك ربنا وإليك المصير، يعني المرجع
(٦٩٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 690 691 692 693 694 695 696 697 698 699 700 ... » »»
الفهرست