الله عز وجل: قد فعلت، ثم قال: طوى الصحيفة فأمسكها بيمينه. وفتح صحيفة أصحاب الشمال، فإذا فيها أسماء أهل النار وأسماء آبائهم وقبائلهم (1).
وفي تفسير علي بن إبراهيم: أما قوله: " آمن الرسول بما انزل إليه من ربه " فإنه حدثني أبي، عن ابن أبي عمير، عن هشام، عن أبي عبد الله عليه السلام إن هذه الآية مشافهة لنبيه صلى الله عليه وآله لما أسري به إلى السماء قال النبي صلى الله عليه وآله: انتهيت إلى محل سدرة المنتهى وإذا الورقة منها تظل أمة من الأمم، فكنت من ربي كقاب قوسين أو أدنى، كما حكى الله عز وجل، فناداني ربي تبارك وتعالى " آمن الرسول بما انزل إليه من ربه " فقلت أنا مجيبه عني وعن أمتي " والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله " فقلت " سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير " فقال الله: " لا يكلف الله نفسا إلا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت " فقلت: " ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا " فقال الله: لا أؤاخذك فقلت: " ربنا ولا تحمل علينا إصرا كما حملته على الذين من قبلنا " فقال الله: لا أحملك، فقلت: " ربنا ولا تحملنا مالا طاقة لنا به واعف عنا واغفر لنا وارحمنا أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين " فقال الله تعالى: قد أعطيت ذلك لك ولامتك. فقال الصادق عليه السلام: ما وفد إلى الله تبارك وتعالى أحد أكرم من رسول الله صلى الله عليه وآله حين سأل لامته هذه الخصال (2).
وفي تفسير العياشي: عن عبد الصمد بن شيبة، عن أبي عبد الله عليه السلام في حديث طويل وفيه نحو ما في تفسير علي بن إبراهيم إلا قوله: فقال الصادق عليه السلام: إلى آخره (3).