تفسير كنز الدقائق - الميرزا محمد المشهدي - ج ١ - الصفحة ٦٩٨
سل، قال: " ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به " قال تبارك اسمه: قد فعلت ذلك بأمتك وقد رفعت عنهم عظم بلايا الأمم، وذلك حكمي في جميع الأمم أن لا أكلف خلقا فوق طاقتهم، فقال النبي صلى الله عليه وآله: " واعف عنا واغفر لنا وارحمنا أنت مولانا " قال الله عز وجل: قد فعلت ذلك بتائبي أمتك، ثم قال:
" فانصرنا على القوم الكافرين " قال الله جل اسمه: إن أمتك في الأرض كالشامة البيضاء في الثور الأسود، هم القادرون، هم القاهرون يستخدمون ولا يستخدمون لكرامتك علي، وحق علي أن أظهر دينك على الأديان حتى لا يبقى في شرق الأرض وغربها دين إلا دينك، أو يودون إلى أهل دينك الجزية (1).
وفي كتاب بصائر الدرجات: أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد، عن النضر بن سويد، عن عبد الصمد بن بشير قال: ذكر أبو عبد الله عليه السلام بدو الاذان وقصة الاذان في إسراء النبي صلى الله عليه وآله حتى انتهى إلى سدرة المنتهى قال: فقال: السدرة ما جاز في مخلوق قبل، قال: " ثم دنى فتدلى فكان قاب قوسين أو أدنى فأوحى إلى عبده ما أوحى " (2) قال: فدفع إليه كتاب أصحاب اليمين وأصحاب الشمال، فأخذ كتاب أصحاب اليمين بيمينه ففتحه فنظر إليه، فإذا فيه أسماء أهل الجنة وأسماء آبائهم وقبائلهم قال: فقال له: " آمن الرسول بما انزل إليه من ربه " فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: " والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته ورسله " فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: " ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا " فقال الله: قد فعلت، فقال النبي صلى الله عليه وآله: " ربنا ولا تحمل علينا إصرا كما حملته على الذين من قبلنا " قال الله قد فعلت، قال النبي صلى الله عليه وآله: " ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به واعف عنا واغفر لنا وارحمنا أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين " كل ذلك يقول

(١) الاحتجاج: ج ١، ص 327 - 330، احتجاجه عليه السلام على اليهود من أحبارهم ممن قرأ الكتب والصحف في معجزات النبي صلى الله عليه وآله وكثير من فضائله.
(2) سورة النجم: الآيات 8 و 9 و 10.
(٦٩٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 691 692 693 694 695 696 697 698 699 700 701 » »»
الفهرست