تفسير كنز الدقائق - الميرزا محمد المشهدي - ج ١ - الصفحة ٦٩٣
وفي كل شئ أمر الناس بأخذه فهم متسعون له، وما لا يتسعون له فهو موضوع عنهم، ولكن الناس لا خير فيهم (1).
وبإسناده إلى عبد السلام بن صالح الهروي قال: سمعت أبا الحسن علي بن موسى بن جعفر عليهما السلام يقول: من قال بالجبر فلا تعطوه من الزكاة ولا تقبلوا له شهادة، إن الله تبارك وتعالى يقول: " لا يكلف الله نفسا إلا وسعها " ولا يحمل فوق طاقتها " ولا تكسب كل نفس إلا عليها " " ولا تزر وازرة وز أخرى " (2).
وباسناده إلى حمزة بن حمران قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن الاستطاعة، إلى قوله: قلت: أصلحك الله فإني أقول: إن الله تبارك وتعالى لم يكلف العباد إلا ما يستطيعون وإلا ما يطيقون، وأنهم لا يصنعون شيئا من ذلك إلا بإرادة الله ومشيته وقضائه وقدرته قال: وهذا دين الله الذي أنا عليه وآبائي (عليهما السلام) (3) لها ما كسبت من خير.
وعليها ما اكتسبت من شر، لا ينتفع بطاعتها ولا يتضرر بمعصيتها غيرها.
وتخصيص الكسب بالخير والاكتساب بالشر، لان الاكتساب فيه اعتمال، والشر تشتهيه الأنفس وتنجذب إليه فكانت أجد في تحصيله وأعمل بخلاف الخير (4).
ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا أي لا تؤاخذنا بما أدى بنا إلى نسيان

(1) كتاب التوحيد: ص 347، باب الاستطاعة ح 6.
(2) كتاب التوحيد: ص 362، باب 59 نفي الجبر والتفويض ح 9.
(3) كتاب التوحيد: ص 346، باب 56، الاستطاعة قطعة من حديث 3.
(4) قال في الكشاف: ج 1، ص 332، في تفسير الآية ما لفظه (فان قلت: لم خص الخير بالكسب والشر بالاكتساب؟ قلت: في الاكتساب اعتمال، فلما كان الشر مما تشتهيه النفس وهي منجذبة إليه وأمارة به، كانت في تحصيله أعمل وأجد، فجعلت لذلك مكتسبة فيه. ومما لم تكن كذلك في باب الخير وصفت بما لا دلالة فيه على الاعتمال).
(٦٩٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 688 689 690 691 692 693 694 695 696 697 698 ... » »»
الفهرست