أو خطأ، أو بما يودي الخطأ والنسيان إليه بالآخرة من عمل آخر، فإنهما يمكن أن يؤدي كثرتهما واعتيادهما إلى عمل قبيح. وقيل: أو بأنفسهما، إذ لا يمتنع المؤاخذة بهما عقلا فإن الذنوب كالسموم، فكما أن تناولها يؤدي إلى الهلاك وإن كان خطأ، فتعاطي الذنوب لا يبعد أن يفضي إلى العقاب وإن لم يكن عزيمة، لكنه تعالى وعد التجاوز عنه رحمة وفضلا، فيجوز أن يدعو الانسان به استدامة واعتدادا بالنعمة فيه.
وفي أصول الكافي: الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن أبي داود المسترق قال: حدثني عمرو بن مروان قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: رفع عن أمتي أربع خصال: خطاؤها ونسيانها وما اكرهوا عليه وما لم يطيقوه. وذلك قول الله عز وجل " ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا ربنا ولا تحمل علينا إصرا كما حملته على الذين من قبلنا ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به " وقوله: " إلا من أكره وقلبه مطمئن بالايمان " (1).
ويحتمل أن يكون هذا دعوة الرسول صلى الله عليه وآله قبل رفع الخطأ والنسيان، وبعدها كما رفع، يجيئ في الخبر. والغرض من الدعاء به، التأسي به وتذكر ما أنعم الله تعالى بسبب دعوته.
ربنا ولا تحمل علينا إصرا: ثقيلا يأمر صاحبه، أي يحبسه في مكانه.
والمراد به التكاليف الشاقة. وقرئ (ولا تحمل) بالتشديد للمبالغة (2).
كما حملته على الذين من قبلنا ربنا: حملا مثل حملك إياه عليهم. أو مثل الذي حملته إياهم، فيكون صفة لأصرا. والمراد به ما كلف به بنوا إسرائيل من الأمور التي ذكر في الخبر الذي ينقل من الاحتجاج (3).