تفسير كنز الدقائق - الميرزا محمد المشهدي - ج ١ - الصفحة ٦٨٨
عليه، لا ما خطر فيه، فإنه موضوع عنكم، فإن تبدوه بالعمل أو باللسان.
أو تخفوه يحاسبكم به الله: يوم القيامة.
فيغفر لمن يشاء: مغفرته.
ويعذب من يشاء: تعذيبه وقد رفعهما عامر وعاصم ويعقوب على الاستيناف. وجزمهما الباقون عطفا على جواب الشرط. ومن جزم بغير فاء جعلهما بدلا عنه، بدل البعض من الكل، أو الاشتمال: كقوله:
متى تأتنا تلمم بنا في ديارنا * تجد حطبا جزلا ونارا تأججا (1) وادغام الراء في اللام لحن، إذ الراء لا يدغم إلا في مثله.
وفي تفسير العياشي: عن سعدان، عن رجل، عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله: " وان تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء " قال: حقيق على الله أن لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال حبة من خردل من حبهما (2).
وفي كتاب التوحيد: باسناده إلى جرير بن عبد الله، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: رسول الله صلى الله عليه وآله: رفع عن أمتي تسعة أشياء: الخطأ والنسيان، وما اكرهوا عليه، ومالا يطيقون، ومالا يعلمون، وما اضطروا إليه، والحسد، والطيرة، والتفكر في الوسوسة في الخلق ما لم ينطق بشفة (3).
وباسناده إلى حمزة بن حمران قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن

(١) هو من أبيات لعبد الله بن الحر يصف فيها نفسه بحسن القيام في خدمة الضيف. قوله: تأتنا مضارع من الاتيان. وتلمم مضارع من الالمام بمعنى النزول. والديار ككتاب جمع دار وهي مسكن الرجل. وتجد مضارع من الوجدان بمعنى الادراك. والجزل بالجيم والزاء المعجمة كفلس اليابس من الحطب وغيره. وتأجج بالجيمين أولهما مشددة ماض من التأجج، وهو تلهب النار (جامع الشواهد : ص ٢٧٣، باب الميم بعده التاء).
(٢) تفسير العياشي: ج ١، ص 156، ح 528.
(3) كتاب التوحيد: ص 353، باب 56 الاستطاعة، ح 24.
(٦٨٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 683 684 685 686 687 688 689 690 691 692 693 ... » »»
الفهرست