تفسير كنز الدقائق - الميرزا محمد المشهدي - ج ١ - الصفحة ٦٣٣
[وإذ قال إبراهيم رب أرني كيف تحى الموتى قال أولم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي قال فخذ أربعة من الطير فصرهن إليك ثم اجعل على كل جبل منهن جزءا ثم أدعهن يأتينك سعيا واعلم أن الله عزيز حكيم (260)] ولنجعلك آية للناس: أي وفعلنا ذلك لنجعلك آية.
وانظر إلى العظام: يعني عظام الحمار، أو عظام الموتى التي تعجبت من احيائها، أو عظامه.
كيف ننشزها: كيف يجنيها، أو نرفع بعضها إلى بعض، و (كيف) منصوب ب‍ (ننشزها) والجملة حال من العظام، أي انظر إليها محياة.
وقرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو ويعقوب ننشرها من أنشر الله الموتى، وقرئ ننشرها من نشرهم، بمعنى أنشرهم (1).
ثم نكسوها لحما فلما تبين له: فاعل تبين مضمر، يفسره ما بعده و تقديره فلما تبين له إن الله على كل شي قدير.
قال أعلم أن الله على كل شئ قدير: فحذف الأول لدلالة الثاني عليه، أو ما قبله، أي فلما تبين له ما أشكل عليه. وقرأ حمزة والكسائي قال: إعلم، على الأر، والامر مخاطبه، أو هو نفسه خاطبها به على طريقة التبكيت (2).
وإذ قال إبراهيم رب أرني كيف تحى الموتى: قيل: إنما سأل ذلك؟
ليصير علمه عيانا.
وقيل: لما قال نمرود: أنا أحيي وأميت، قال له: إن إحياء الله تعالى برد الروح إلى بدنها، فقال نمرود: هل عاينته؟ فلم يقدر أن يقول نعم، وانتقل إلى تقدير آخر ثم

(1) أنوار التنزيل وأسرار التأويل: ج 1، ص 136.
(2) أنوار التنزيل وأسرار التأويل: ج 1، ص 136.
(٦٣٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 628 629 630 631 632 633 634 635 636 637 638 ... » »»
الفهرست