تفسير كنز الدقائق - الميرزا محمد المشهدي - ج ١ - الصفحة ٦٠٧
وأجيب: بأنه قدمه على ترتيب الوجود، وبأنه على القياس وهو الترقي من الأدنى إلى الاعلى، والجملة تأكيد لما قبله، ولذلك ترك العاطف، فإن عدم أخذ السنة والنوم يؤكد كونه قيوما، وكذا في قوله:
له ما في السماوات وما في الأرض: لأنه تقرير لقيومية واحتجاج على تفرده في الإلهية. وما فيهما أعم من أن يكون داخلا في حقيقتهما أو خارجا عنهما متمكنا فيهما.
من ذا الذي يشفع عنده إلا بأذنه: " من " استفهامية مبتدأ، و (ذا) موصول خبره، والموصول صفته، والاستفهام على سبيل الانكار، وهو بيان لكبرياء شأنه، أي لا أحد يساويه أو يدانيه يستقل بدفع ما يريد شفاعة، فضلا عن أن يقاومه عنادا. ومن يشفع: يشفع باذنه وله مكانة عنده.
وفي محاسن البرقي: باسناده قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام قوله: " من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه يعلم ما بين أيديهم " قال: نحن أولئك الشافعون (1).
يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم: ما قبلهم وما بعدهم، أو بالعكس لأنك مستقبل المستقبل ومستدبر الماضي، أو أمور الدنيا وأمور الآخرة، أو عكسه، أو ما يحسونه وما يعقلونه، أو ما يدركونه وما لا يدركونه.
والضمير لما في السماوات وما في الأرض، لان فيهم العقلاء، أو لما دل عليه من " ذا " من الملائكة والأنبياء والأئمة.
ولا يحيطون بشئ من علمه: من معلوماته.
إلا بما شاء: أن يعلموا.
وسع كرسيه السماوات والأرض: الكرسي في الأصل اسم لما يقعد عليه ولا يفضل عن مقعد القاعد، وكأنه منسوب إلى الكرس، وهو الملبد، مجاز عن علمه تعالى.
في كتاب التوحيد: قال: حدثنا أبي رحمه الله، قال: حدثنا سعد بن عبد الله،

(1) محاسن البرقي: ص 183، كتاب الصفوة والنور والرحمة من المحاسن باب 44، شيعتنا آخذون بحجزتنا، ح 174.
(٦٠٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 602 603 604 605 606 607 608 609 610 611 612 ... » »»
الفهرست