تفسير كنز الدقائق - الميرزا محمد المشهدي - ج ١ - الصفحة ٤٢٤
المفطرات، فإنها معظم بما تشتهيه الأنفس. والخطاب في عليكم عام.
وفي تفسير العياشي: عن جميل بن دراج قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عقول الله عز وجل " كتب عليكم القتال " و " يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام " قال: فقال: هذه كلها تجمع الضلال والمنافقين وكل من أقر بالدعوة الظاهرة (1).
وأما ما رواه البرقي، عن بعض أصحابنا، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قول الله عز وجل: " يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام " قال: هي للمؤمنين خاصة (2).
فمعناه أن المؤمنين هم المنتفعون بها.
وفي كتاب الخصال: عن علي (عليه السلام) قال: جاء نفر من اليهود إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) فسأله أعلمهم عن مسائل فكان فيما سأله أن قال: لأي شئ فرض الله الصوم على أمتك بالنهار ثلاثين يوما، وفرض على الأمم أكثر من ذلك؟ فقال النبي (صلى الله عليه وآله): إن آدم (عليه السلام) لما أكل من الشجرة بقي في بطنه ثلاثين يوما، ففرض على ذريته ثلاثين يوما الجوع والعطش، والذين يأكلونه تفضل من رحمة الله عليهم، وكذلك كان على آدم، ففرض الله تعالى ذلك على أمتي، ثم تلا رسول الله (صلى الله عليه وآله) هذه الآية: " كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون * أياما معدودات " قال اليهودي: صدقت يا محمد (3).
وفي الكافي: عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد، عن فضالة بن أيوب، عن سيف بن عميرة، عن عبد الله، عن رجل، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): لما حضر شهر رمضان، و ذلك في ثلاث بقين من شعبان قال لبلال: ناد في الناس، فجمع الناس ثم صعد

(١) تفسير العياشي: ج ١، ص ٧٨، ح ١٧٥.
(٢) رواه العياشي في تفسيره: ج ١، ص ٧٨، ح ١٧٤، نقلا عن البرقي.
(٣) كتاب الخصال: ص 530، أبو أب الثلاثين وما فوقه، ح 6.
(٤٢٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 419 420 421 422 423 424 425 426 427 428 429 ... » »»
الفهرست