بشهرين، وقد صلى بأصحابه في مسجد بني سلمة ركعتين من الظهر، فتحول في الصلاة، واستقبل الميزاب وتبادل الرجال والنساء صفوفهم، فسمي المسجد مسجد القبلتين.
وحيث ما كنتم: في الأرض في بر أو بحر أو سهل أو جبل في بيت المقدس وفي غيره.
فولوا وجوهكم شطره: تخصيص الخطاب بالنبي أولا، تعظيمه (عليه السلام)، والتصريح بعموم الحكم. وفيه تأكيد لأمر القبلة وتحضيض للأمة على المتابعة وسلوك طريق الاسترواح والرفق بالمأمورين.
وإن الذين أوتوا الكتب: علماء اليهود، وقيل: هم والنصارى.
ليعلمون أنه: أي التحويل أو التوجيه.
الحق من ربهم: لأنه كان في بشارة الأنبياء لهم أن يكون نبي في صفاته كذا وكذا، وكان في صفاته أن يصلي إلى القبلتين.
وما الله بغفل عما يعملون: وعد للمطيعين ووعيد لغيرهم.
وقرئ بالتاء. قال ابن عباس: أول ما نسخ من القرآن فيما ذكر لنا من شأن القبلة (1)، وقال قتادة: نسخت هذه الآية ما قبلها (2).
والأقوى أنه مما نسخ السنة بالقرآن كما قاله جعفر بن مبشر، لأنه ليس في القرآن ما يدل على التعبد بالتوجه إلى بيت المقدس. ومن قال: نسخت قوله:
" فأينما تولوا فثم وجه الله " (3)، ففيه أن هذه الآية عندنا مخصوصة بالنوافل في حال السفر، روي ذلك عن أبي جعفر وأبي عبد الله (عليهما السلام) (4) وليست مخصوصة، واختلف في صلاة النبي إلى بيت المقدس، فقال قوم: كانت صلاته (عليه السلام) بمكة إلى الكعبة فلما هاجر إلى المدينة أمر بالصلاة إليه ثم حول إلى