تفسير كنز الدقائق - الميرزا محمد المشهدي - ج ١ - الصفحة ٣٦٤
[قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضها فول وجهك شطر المسجد الحرام وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره وإن الذين أوتوا الكتب ليعلمون أنه الحق من ربهم وما الله بغفل عما يعملون (144)] روى العياشي عن الصادق (عليه السلام) أنه سئل عن الايمان أقول هو وعمل، أم قول بلا عمل؟ فقال: الايمان عمل كله والقول بعض ذلك العمل مفترض من الله مبين في كتابه، واضح نوره ثابتة حجته، يشهد له بها الكتاب و يدعو إليه، ولما أن صرف نبيه إلى الكعبة عن بيت المقدس قال المسلمون للنبي (صلى الله عليه وآله): أرأيت صلاتنا التي كنا نصلي إلى بيت المقدس ما حالنا فيها، وحال من مضى من أمواتنا وهم يصلون إلى بيت المقدس؟ فأنزل الله: " وما كان الله ليضيع إيمانكم " فسمى الصلاة إيمانا، فمن لقي الله حافظا لجوارحه، موفيا كل جارحة من جوارحه ما فرض الله عليه لقي الله مستكملا لايمانه وهو من أهل الجنة، ومن خان في شئ منها وتعدى ما أمر الله فيها لقي الله ناقص الايمان (1).
وقرئ ليضيع بالتشديد.
إن الله بالناس لرءوف: لا يضيع أجورهم.
رحيم: لا يترك ما يصلحهم.
قد نرى: ربما نرى، وأصل الرؤية إدراك الشئ بالبصر، ويستعمل بمعنى العلم.
تقلب وجهك في السماء: تردده تطلعا على الوحي، في موضع مفعولي

(١) تفسير العياشي: ج ١، ص 63، ح 115.
(٣٦٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 359 360 361 362 363 364 365 366 367 368 369 ... » »»
الفهرست