الكعبة، وينافيه ما رويناه سابقا من أنه (عليه السلام) كان يصلي بمكة إلى بيت المقدس.
إلا لنعلم من يتبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه: يرتد عن دينه، إلفا لقبلة آبائه.
وذلك أن هوى أهل المدينة كان في بيت المقدس، فأمرهم بمخالفته، ليبين من يوافق محمدا فيما يكرهه، وقال (لنعلم) ولم يزل عالما بذلك، إما لان المراد ليعلم رسول الله والمؤمنون، والاسناد إلى ذاته لأنهم خواصه، أو لان المراد ليتميز التابع من الناكص بوضع العلم موضع التميز، لان العلم يقع به التميز، أو لان المراد لنعلم علما يتعلق به الخبر، أو هو أن يعلمه موجودا حاصلا. والأخير مروي في التفسير المنسوب إلى الامام (1) وفي الاحتجاج أيضا (2).
وإن كانت: إن هي المخففة التي تلزمها اللام الفارقة، والضمير في كانت للصلاة إلى بيت المقدس، أو لما دل عليه قوله " وما جعلنا القبلة " من الردة أو التحويلة أو الجعلة.
لكبيرة: لثقيلة شاقة إلا على الذين هدى الله، وعرف أن الله يتعبد بخلاف ما يريده المرء، ليبتلي طاعته في مخالفة هواه.
وفي الكشاف: أنه يحكى عن الحجاج أنه قال للحسن: ما رأيك في أبي تراب؟
فقرأ قوله:
إلا على الذين هدى الله: ثم قال: وعلي منهم وهو ابن عم رسول الله (صلى الله عليه وآله) وختنه على ابنته وأقرب الناس إليه وأحبهم (3).
وما كان الله ليضيع إيمنكم: أي صلاتكم.