تفسير كنز الدقائق - الميرزا محمد المشهدي - ج ١ - الصفحة ٣٦٥
(نرى) أو هو مما لمفعول واحد.
وكان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقع في روعه ويتوقع من ربه أن يحوله إلى الكعبة، لأنها قبلة إبراهيم (عليه السلام) وأقدم القبلتين، وأدعى للعرب إلى الايمان، ولمخالفة اليهود، وذلك على كمال أدبه حيث انتظر ولم يسأل.
فلنولينك قبلة: فلنمكننك من استقبالها، من قولك: وليته كذا، إذا صيرته واليا له، أو فلنحولنك إلى جهتها.
ترضها: تحبها وتتشوق إليها لمقاصد دينية وافقت مشيئة الله تعالى وحكمه.
والرضا والمحبة نظيران، ويظهر الفرق بأن ضد المحبة: البغض وضد الرضا:
السخط.
فول وجهك شطر المسجد الحرام: أي نحوه. قال الشاعر:
وقد أظلكم من شطر ثغركم * هول له ظلم يغشاكم قطعا (1) - أي من نحو ثغركم وتلقائه.
وقيل: جانبه، لان الشطر لما انفصل عن الشئ، من شطر إذا انفصل، ودار شطورة أي منفصلة عن الدور، ثم استعمل لجانبه، وإن لم ينفصل كالقطر.
وقيل: شطر الشئ نصفه، من شطرت الشئ جعلته نصفين.
و " الحرام " المحرم كالكتاب بمعنى المكتوب، والحساب بمعنى المحسوب. أي محرم فيه القتال، أو ممنوع من الظلمة أن يتعرضوه.
وذكر (المسجد) دون الكعبة، لان البعيد يكفيه مراعاة الجهة، بخلاف القريب.
والنبي (صلى الله عليه وآله) كان حينئذ في المدينة بعد أن صلى إلى بيت المقدس سته عشر شهرا، ثم وجه إلى الكعبة في رجب بعد الزوال قبل قتال بدر

(١) قائله لقيط الأيادي على ما قاله الفخر الرازي في التفسير الكبير: ج ٤، ص ١١٢، وضبط في المصراع الأول (شعركم) بدل (ثغركم) واستشهد به في مجمع البيان: ج ١ - ٢، ص ٢٢٦، وفي الجامع لاحكام القرآن للقرطبي: ج 2، ص 159، وفي تفسير البحر المحيط لأبي حيان من دون تعرض لقائله.
(٣٦٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 360 361 362 363 364 365 366 367 368 369 370 ... » »»
الفهرست