[الذين آتيناهم الكتب يعرفونه كما يعرفون أبناءهم وإن فريقا منهم ليكتمون الحق وهم يعلمون (146) الحق من ربك فلا تكونن من الممترين (147) ولكل وجهة هو موليها فاستبقوا الخيرت أين ما تكونوا يأت بكم الله جميعا إن الله على كل شئ قدير (148)] وما بعضهم بتابع قبلة بعض: فإن يهود تستقبل صخرة، والنصارى مطلع الشمس، لا يرجى توافقهم، لتصلب كل حزب فيما هو فيه، وفيه تسلية الرسول (صلى الله عليه وآله) بأن عنادهم لا يخصه، ورد لاعتلالهم بأنه لا يجوز مخالفة أهل الكتاب فيما ورثوه عن أنبياء الله، وأن بيت المقدس لم تزل كان قبلة الأنبياء، فهو أولى بأن يكون قبلة، أي فكما جاز أن يخالف بين جهتهم للاستصلاح جاز أن يخالف بجهة ثالثة في زمان آخر للاستصلاح.
ولئن اتبعت أهواءهم من بعد ما جاءك من العلم: على سبيل الفرض والتقدير.
إنك إذا لمن الظالمين: أكد تهديده وبالغ فيه من سبعة أوجه، تعظيما للحق المعلوم، وتحريضا على اقتفائه، وتحذيرا عن متابعة الهوى، وتأكيدا للاجتناب عنه.
الذين آتيناهم الكتب: يعني علمائهم.
يعرفونه: قيل: الضمير لرسول الله (صلى الله عليه وآله)، أو للعلم، أو القرآن، أو التحويل.
كما يعرفون أبناءهم: أي يعرفونه بأوصافه كمعرفة أبنائهم لا يلتبسون عليهم بغيرهم.