تفسير كنز الدقائق - الميرزا محمد المشهدي - ج ١ - الصفحة ٣٧٠
لا ما لم يثبت كالذي عليه أهل الكتاب، وإما خبر مبتدأ محذوف، أي هو الحق و (من ربك) حال أو خبر بعد خبر، وقرئ بالنصب على أنه بدل من الأول، أو مفعول (يعلمون).
فلا تكونن من الممترين: أي الشاكين في أنه من ربك، أو في كتمانهم الحق عالمين به، والمراد أما تحقيق الامر وأنه بحيث لا يشك فيه ناظر، أو أمر الأمة باكتساب المعارف المزيحة للشك على الوجه الأبلغ، وإلا فالشك غير متوقع من الرسول (صلى الله عليه وآله)، ولا يكون بقصد واختيار في غيره.
ولكل وجهة: أي ولكل أمة قبلة، أو لكل قوم جهة وجانب من الكعبة والتنوين بدل الإضافة.
هو موليها: أحد المفعولين محذوف، أي هو موليها وجهه، أو الله تعالى موليها وجهه.
وقرئ لكل وجهة بالإضافة والمعنى: وكل وجهة الله تعالى موليها أهلها، واللام مزيدة للتأكيد، جبرا لضعف العامل، وقرأ ابن عامر مولى، أي هو مولى تلك الجهة قد وليها.
فاستبقوا الخيرت: من أمر القبلة وغيره مما يوجب السعادة، وأعظمها الولاية، بل ينحصر فيها، كما يأتي في الخبر.
أين ما تكونوا يأت بكم الله جميعا: أي يجمعكم للحساب أو أينما تكونوا من الجهات المتقابلة، يجعل صلاتكم كأنها إلى جهة واحدة، أو الخطاب لأصحاب القائم (عليه السلام) على ما رواه أبو جعفر محمد بن بابويه رحمه الله في كتاب (كمال الدين وتمام النعمة) بإسناده إلى سهل بن زياد، عن عبد العظيم بن عبد الله الحسني قال: قلت لمحمد بن علي بن موسى (عليهم السلام): إني لأرجو أن يكون القائم من أهل بيت محمد الذي يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما، فقال (عليه السلام): يا أبا القاسم ما منا إلا وهو قائم بأمر الله عز وجل وهاد إلى دين الله، ولكن القائم الذي يطهر الله به الأرض من أهل الكفر والجحود، ويملاها عدلا وقسطا هو الذي تخفى على الناس ولادته ويغيب عنهم شخصه، ويحرم عليهم
(٣٧٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 365 366 367 368 369 370 371 372 373 374 375 ... » »»
الفهرست