تفسير كنز الدقائق - الميرزا محمد المشهدي - ج ١ - الصفحة ٣٥٤
وفسرها الصادق (عليه السلام) بالاسلام (1).
روى الشيخ محمد بن يعقوب، عن محمد بن يحيى، عن سلمة بن الخطاب، عن علي بن حسان، عن عبد الرحمن بن كثير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قوله عز وجل " صبغة الله ومن أحسن من الله صبغة " قال: صبغ المؤمنين بالولاية في الميثاق (2).
وأقول: يظهر من الخبرين أن الاسلام لا يتحقق بدون الولاية، وقد ذكرنا لك مرارا ما يدلك على هذا.
ومن أحسن من الله صبغة: لا أحسن من صبغته.
ونحن له عبدون: معطوف على (آمنا بالله) وتعريض بهم، أي لا نشرك به كشرككم. وقيل: صبغة الله بدل من " ملة إبراهيم " أو نصب على الاغراء، بمعنى عليكم صبغة الله، ويردهما هذا العطف، للزوم فك النظم، وإخراج الكلام عن التيامه.
قل أتحاجوننا في الله: قرئ اتحاجونا بإدغام النون، يعني تحاجونا في شأن الله واصطفائه النبي من العرب دونكم، وتقولون: لو أنزل الله على أحد لأنزل علينا، لأنا أهل الكتاب والعرب عبدة الأوثان، ونحن أسبق في النبوة، لان الأنبياء كلهم كانوا منا.
وهو ربنا وربكم: لا اختصاص له بقوم دون قوم يصيب برحمته من يشاء.
ولنا أعملنا ولكم أعملكم: فلا يبعد أن يكرمنا بأعمالنا.
ونحن له مخلصون: موحدون نخلصه بالايمان والطاعة دونكم.
والحاصل أن إعطاء الكرامة إما بالتفضل وكونه ربا، أو بالعمل، أو بالاخلاص، والأولان مشتركان بيننا وبينكم، والأخير مختص بنا، فدعوتكم الأحقية ساقطة لا وجه لها، بل نحن أحق.

(١) مجمع البيان: ج ١ - ٢، ص ٢١٩.
(٢) الكافي: ج ١، ص 422، كتاب الحجة، باب فيه نكت ونتف من التنزيل في الولاية، ح 53.
(٣٥٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 349 350 351 352 353 354 355 356 357 358 359 ... » »»
الفهرست