تفسير كنز الدقائق - الميرزا محمد المشهدي - ج ١ - الصفحة ٣٣٤
فيجب أن تكون محموله على الأوقات كلها، فلا ينالها الظالم وإن تاب فيما بعد.
وإذ جعلنا البيت: أي الكعبة، غلب عليها كالنجم على الثريا.
مثابة للناس: أي مرجعا يثوب إليه أعيان الزوار، أو أمثالهم، أو موضع ثواب يثابون بحجته واعتماره، أو موضع لا ينصرف منه أحد إلا وينبغي أن يكون على قصد الرجوع إليه.
وقد ورد في الخبر: إن من رجع من مكة وهو ينوي الحج من قابل زيد في عمره، ومن خرج من مكة وهو لا ينوي العود إليها فقد قرب أجله (1).
وأمنا: أي موضع أمن، والحمل للمبالغة، وذلك أنه لا يتعرض لأهله، أو يأمن حجه من عذاب الآخرة لان الحج يجب ما قبله، أو لا يؤاخذ الجاني الملتجئ إليه، والحمل على العموم أولى.
واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى: على إرادة القول، أو عطف على المقدر العامل في (إذ) أو اعتراض معطوف على مضمر، تقديره توبوا إليه واتخذوا.
ومقام إبراهيم الحجر الذي فيه أثر قدميه، والمراد باتخاذه مصلى الصلاة فيه بعد الصلاة كما روي عن الصادق (عليه السلام) أنه سئل عن الرجل يطوف بالبيت طواف الفريضة ونسي أن يصلي ركعتين عند مقام إبراهيم، فقال: يصليها ولو بعد أيام ان الله تعالى يقول: " واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى " (2).
وروي عن أبي جعفر الباقر (عليه السلام) أنه قال: نزلت ثلاثة أحجار من الجنة: مقام إبراهيم، وحجر بني إسرائيل، والحجر الأسود استودعه الله إبراهيم (عليه السلام) حجرا أبيض، وكان أشد بياضا من القراطيس فاسود من خطايا بني آدم (3).

(١) مجمع البيان: ج ١ - ٢، ص ٢٠٣، في نقل المعنى لآية ١٢٥.
(٢) تفسير العياشي: ج ١، ص 58، ح 92، من تفسير سورة البقرة، وفي مجمع البيان: ج 1 - 2، ص 203، في نقل المعنى لآية 125.
(3) رواه في مجمع البيان ج 1 - 2، ص 203، في نقل المعنى لآية 125، كما في المتن، ورواه العياشي في تفسيره: ج 1، ص 59، ح 93، ولفظه (عن المنذر الثوري عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: سألته عن الحجر؟
(٣٣٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 329 330 331 332 333 334 335 336 337 338 339 ... » »»
الفهرست