تفسير كنز الدقائق - الميرزا محمد المشهدي - ج ١ - الصفحة ٣٣٠
والخلال. وأما التي في البدن: فحلق الشعر من البدن، والختان، وتقليم الأظفار، والغسل من الجنابة، والطهور بالماء.
فهذه الحنيفية الظاهرة التي جاء بها إبراهيم (عليه السلام)، فلم تنسخ ولا تنسخ إلى يوم القيامة.
وبمناسك الحج وبالكوكب والقمرين وذبح الولد والنار والهجرة، وبالآيات التي بعدها، وهي قوله: " إني جاعلك ". الآية.
وكان سعيد بن المسيب يقول: كان إبراهيم أول الناس أضاف الضيف، و أول الناس قص شاربه واستحد، وأول الناس رأى الشيب، فلما رآه قال: يا رب ما هذا؟ قال: الوقار قال: يا رب فزدني وقارا.
وهذا أيضا رواه السكوني عن أبي عبد الله (عليه السلام)، ولم يذكر أول من قص شاربه واستحد، وزاد فيه: وأول من قاتل في سبيل الله إبراهيم، وأول من أخرج الخمس إبراهيم، وأول من اتخذ النعلين إبراهيم وأول من اتخذ الرايات إبراهيم (1).

(1) مجمع البيان: ج 1 - 2، ص 200، ولما كان بين ما نقله الطبرسي وما نقله المصنف هنا اختلافا بالتقديم والتأخير والزيادة والنقيصة في بعض الجملات والعبائر، فلذا نورد ما أورده في مجمع البيان، لتتميم الفائدة.
قال: ثم أنزل الله عليه الحنيفية وهي الطهارة، وهي عشرة أشياء خمسة منها في الرأس وخمسة منها في البدن، فأما التي في الرأس فأخذ الشارب وإعفاء اللحى وطم الشعر والسواك والخلال. وأما التي في البدن فحلق الشعر من البدن والختان وتقليم الأظفار والغسل من الجنابة والطهور بالماء، فهذه الحنيفية الظاهرة التي جاء بها إبراهيم، فلم تنسخ ولا تنسخ إلى يوم القيامة، وهو قوله: " واتبع ملة إبراهيم حنيفا "، ذكره علي بن إبراهيم بن هاشم في تفسيره.
وقال قتادة: وهو إحدى الروايتين عن ابن عباس: إنها عشر خصال كانت فرضا في شرعه، سنة في شريعتنا، المضمضة والاستنشاق، وفرق الرأس، وقص الشارب، والسواك في الرأس، والختان، وحلق العانة، ونتف الإبط وتقليم الأظفار، والاستنجاء بالماء في البدن. وفي الرواية الأخرى عن ابن عباس:
انه ابتلاه بثلاثين خصلة من شرائع الاسلام لم يبتل أحدا بها، فأقامها كلها إبراهيم، فأتمهن، فكتب له البراءة، فقال: " وإبراهيم الذي وفى " وهي عشرة في سورة البراءة: " التائبون العابدون " إلى آخرها.
(٣٣٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 325 326 327 328 329 330 331 332 333 334 335 ... » »»
الفهرست