تفسير كنز الدقائق - الميرزا محمد المشهدي - ج ١ - الصفحة ٣٣٧
[وإذ قال إبراهيم رب اجعل هذا بلدا آمنا وارزق أهله من الثمرات من آمن منهم بالله واليوم الآخر قال ومن كفر فأمتعه قليلا ثم أضطره إلى عذاب النار وبئس المصير (126)] وإذ قال إبراهيم رب اجعل هذا: معطوف على (إذ جعلنا) والإشارة إلى البلد أو المكان.
بلدا آمنا: ذا أمن كقوله تعالى " في عيشة راضية " (1) أو آمنا أهله كقوله:
ليله نائم.
والمراد بالبلد: مكة، والمراد بكونه آمنا أنه لا يصاد طيره ولا يقطع شجره ولا يختلى خلاه (2).
كما روي عن الصادق (عليه السلام) أنه قال: من دخل الحرم مستجيرا بالله فهو آمن من سخط الله عز وجل، ومن دخله من الوحش والطير كان آمنا من أن يهاج أو يؤذى حتى يخرج من الحرم (3).
وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) يوم فتح مكة: إن الله تعالى حرم مكة يوم خلق السماوات والأرض، فهي حرام إلى أن تقوم الساعة لم تحل لاحد قبلي ولا تحل

(١) سورة الحاقة: الآية ٢١.
(٢) ومنه حديث مكة: لا يختلى خلاها بضم أوله وفتح اللام أي لا يجز نبتها الرقيق ولا يقطع ما دام رطبا، وإذا يبس فهو حشيش. مجمع البحرين: ج ١، ص 129، في لغة (خلا) والخلا هو الرطب من الكلاء. قالوا: الخلا والعشب اسم للرطب منه. والحشيش والهشيم اسم لليابس منه، والكلاء يقع على الرطب واليابس، ومعنى يختلى: يؤخذ ويقطع. شرح النووي لصحيح مسلم: ج 9، ص 125، باب تحريم مكة وتحريم صيدها وخلاها وشجرها.
(3) مجمع البيان: ج 1 - 2، ص 206.
(٣٣٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 332 333 334 335 336 337 338 339 340 341 342 ... » »»
الفهرست