[وإذ جعلنا البيت مثابة للناس وأمنا واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى وعهدنا إلى إبراهيم وإسماعيل أن طهرا بيتي للطائفين والعاكفين والركع السجود (125)] والقيام بأمورها، وتأديب جنايتها، وتولية ولايتها، وإقامة الحدود على مستحقها، ومحاربة من يكيدها ويعاديها. وقد يطلق على المقتدى به في أقواله وأفعاله.
قال ومن ذريتي: عطف على الكاف عطف تلقين، أي وبعض ذريتي، كما تقول: وزيدا في جواب سأكرمك.
والذرية نسل الرجل، فعلية أو فعولة، من الذر، بمعنى التفريق، والأصل ذرية على الأول، وعلى الثاني ذرورة قلبت راؤها الثالثة ياء، كما في تقضيت، ثم أبدلت الواو والضمة، أو فعلية أو فعولة من الذر بمعنى الخلق، فخففت الهمزة.
وقرئ ذريتي بالكسر، وهي لغة، وبعض العرب بفتح الذال.
قال لا ينال عهدي الظالمين: والعهد: الإمامة، كما روي عن أبي جعفر و أبي عبد الله (عليهما السلام) (1) أي لا يكون الظالم إماما للناس.
واستدل أصحابنا بهذه الآية على أن الامام لا يكون إلا معصوما عن القبائح، لان الله سبحانه نفى أن ينال عهده - الذي هو الإمامة - ظالم، ومن ليس بمعصوم فقد يكون ظالما إما لنفسه أو لغيره.
لا يقال: إنما نفي أن يناله ظالم في حال ظلمه، فإذا تاب لا يسمى ظالما، فيصح أن يناله.
لأنا نقول: إن الظالم وإن تاب فلا يخرج من أن تكون الآية قد تناولته في حال كونه ظالما، وقد حكم عليه بأنه لا ينالها، والآية مطلقة غير مقيدة بوقت دون وقت،