تفسير كنز الدقائق - الميرزا محمد المشهدي - ج ١ - الصفحة ٣٣٥
وروي في سبب النزول عن ابن عباس، وعلي بن إبراهيم عن أبيه عن أبن أبي عمير عن أبان عن الصادق (عليه السلام) أنه لما أتى إبراهيم بإسماعيل وهاجر فوضعهما بمكة، وأتت على ذلك مدة ونزلها الجرهميون وتزوج إسماعيل امرأة منهم وماتت هاجر، فاستأذن إبراهيم سارة أن يزور إسماعيل فأذنت له، وشرطت عليه أن لا ينزل، فقدم إبراهيم (عليه السلام) إذ قد ماتت هاجر، فذهب إلى بيت إسماعيل، فقال لامرأته: أين صاحبك؟ قالت: ليس هاهنا ذهب يتصيد، وكان إسماعيل يخرج من الحرم فيصيد ثم يرجع، فقال إبراهيم: هل عندك ضيافة؟ قالت: ليس عندي شئ وما عندي أحد، فقال لها إبراهيم (عليه السلام): إذا جاء زوجك فاقرئيه السلام وقولي له فليغير عتبة بابه، وذهب إبراهيم (عليه السلام)، فجاء إسماعيل فوجد ريح أبيه، فقال لامرأته: هل جاءك أحد؟ قالت: جاءني شيخ صفته كذا وكذا، كالمستخفة بشأنه، قال: فما قال لك؟ قالت: قال لي: اقرئي زوجك السلام وقولي له: فليغير عتبة بابه، فطلقها وتزوج أخرى.
فلبث إبراهيم ما شاء أن يلبث، ثم استأذن سارة أن يزور إسماعيل، فأذنت له واشترطت عليه أن لا ينزل، فجاء إبراهيم حتى انتهى إلى باب إسماعيل، فقال لامرأته: أين صاحبك؟ قالت: ذهب يتصيد وهو يجيئ الآن إن شاء الله فأنزل يرحمك الله، قال لها: هل عندك ضيافة؟ قالت: نعم، فجاءت باللبن واللحم، فدعا لهما بالبركة فلو جاءت يومئذ بخبز أو بر أو شعير أو تمر لكان أكثر أرض الله برا وشعيرا وتمرا، فقالت: انزل حتى أغسل رأسك، فلم ينزل، فجاءت بالمقام، فوضعته على شقه الأيمن، فوضع قدمه عليه، فبقي أثر قدمه عليه، فغسلت شق رأسه الأيمن، ثم حولت المقام إلى شقة الأيسر، فغسلت شق رأسه الأيسر، فبقي أثر قدمه عليه، فقال لها: إذا جاءك زوجك فاقرئيه السلام وقولي له: قد استقامت عتبة بابك، فلما جاء إسماعيل وجد ريح أبيه فقال لامرأته: هل جاءك أحد؟ قالت:

فقال: نزلت ثلاثة أحجار من الجنة: الحجر الأسود استودعه إبراهيم، ومقام إبراهيم، وحجر بني إسرائيل، قال أبو جعفر: إن الله استودع إبراهيم الحجر الأبيض. الحديث.
(٣٣٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 330 331 332 333 334 335 336 337 338 339 340 ... » »»
الفهرست