لاحد بعدي، ولم تحل لي إلا ساعة من النهار (1).
فهذا الخبر وأمثاله المشهورة في روايات أصحابنا، يدل على أن الحرم كان آمنا قبل دعوة إبراهيم، وإنما تأكدت حرمته بدعاءه (عليه السلام).
وبعضهم قالوا: إنما صار حرما بدعاء إبراهيم، وكان قبل ذلك كسائر البلاد، واستدلوا عليه بقول النبي (صلى الله عليه وآله): إن إبراهيم (عليه السلام) حرم مكة، وإني حرمت المدينة (2).
والجواب: أنه يحتمل أن يكون حرمه بغير الوجه الذي كانت حراما قبله، لجواز كونها حراما قبل بمعنى كونها ممنوعا من الاصطلام والانتقال كما لحق غيرها من البلاد وصارت حراما بعد دعاء إبراهيم (عليه السلام) بتعظيمه على ألسنة الرسل وغير ذلك.
وارزق أهله من الثمرات من آمن منهم بالله واليوم الآخر: (من آمن) بدل من (أهله) بدل البعض.
قال ومن كفر: مبتدأ متضمن معنى الشرط.
فأمتعه قليلا: خبره، والجملة معطوفة على محذوف، أي من آمن مرزوق، ومن كفر فأمتعه قليلا.
ثم أضطره إلى عذاب النار: أدفعه وأسوقه إليها في الآخرة.
وبئس المصير: المخصوص محذوف، أي العذاب و " قليلا " منصوب على المصدر، أو الظرف، وقرئ بلفظ الامر في (فأمتعه) و (أضطره) على أنه من دعاء إبراهيم، و الضمير في " قال " راجع إليه.