فأينما تولوا: ففي أي مكان فعلتم التولية، أي تولية وجوهكم.
فثم وجه الله: أي جهته التي أمر بها، أو فثم ذاته، أي عالم مطلع بما يفعل فيه.
إن الله وسع: بإحاطته بالأشياء، أو برحمته.
عليم: بمصالحهم وأعمالهم في الأماكن.
قيل: إن اليهود أنكروا تحويل القبلة من بيت المقدس، فنزلت الآية ردا عليهم.
وقيل: كان للمسلمين التوجه حيث شاؤوا في صلاتهم وفيه نزلت الآية ثم نسخ بقوله: " فول وجهك " (1).
وقيل: نزلت الآية في صلاة التطوع على الراحلة تصليها حيثما توجهت إذا كنت في سفر، وأما الفرائض فقوله: " وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره " (2).
يعني أن الفرائض لا تصليها إلا على القبلة، وهو المروي عن أئمتنا (عليهم السلام) قالوا: وصلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) إيماء على راحلته أينما توجهت به حيث خرج إلى خيبر وحين رجع من مكة وجعل الكعبة خلف ظهره (3).
وروي عن جابر قال: بعث رسول الله (صلى الله عليه وآله) سرية كنت فيها فأصابتنا ظلمة فلم نعرف القبلة، فقال طائفة منا: قد عرفنا القبلة هي هاهنا، قبل الشمال، فصلوا وخطوا خطوطا، وقال بعضنا: القبلة هاهنا قبل الجنوب فخطوا خطوطا، فلما أصبحوا وطلعت الشمس أصبحت تلك الخطوط لغير القبلة، فلما قفلنا من سفرنا سألنا النبي (صلى الله عليه وآله) فسكت، فأنزل الله تعالى هذه الآية (4).
وقالوا اتخذ الله ولدا: نزلت لما قال اليهود، عزير ابن الله والنصارى:
المسيح ابن الله، ومشركو العرب: الملائكة بنات الله، وعطفه على (قالت اليهود) أو