[إنا أرسلناك بالحق بشيرا ونذيرا ولا تسئل عن أصحب الجحيم (119)] لولا يكلمنا الله: كما يكلم الملائكة، أو يوحي إلينا بأنك رسوله، وهذا استكبار منهم.
أو تأتينا آية: وحجة على صدقك، وهذا جحود أن ما أتاهم آيات، استهانة.
كذلك قال الذين من قبلهم: من الأمم الماضية.
مثل قولهم: فقالوا: أرنا الله جهرة، وغير ذلك.
تشبهت قلوبهم: أي قلوب هؤلاء ومن قبلهم في العمى والعناد، وقرئ بتشديد الشين.
قد بينا الآيات لقوم يوقنون: أي يطلبون اليقين، أو يوقنون الحقائق لا يعتريهم شبهة ولا عناد.
إنا أرسلناك بالحق: مؤيدا به.
بشيرا ونذيرا: فلا عليك إن كابروا.
ولا تسئل عن أصحب الجحيم: إنهم لم لم يؤمنوا بعد أن بلغت.
وقرأ نافع ويعقوب ولا تسأل على لفظ النهي (1)، مبنيا للفاعل، وهو المروي عن أبي جعفر الباقر (عليه السلام) (2) وفيه حينئذ إشارة إلى تعظيم عقوبة الكفار، كأنها لا يقدر أن يخبر عنها، أو السامع لا يصبر على استماع خبرها فنهاه عن السؤال.
و (الجحيم) المتأجج من النار، من جحمت النار تجحم جحما، إذا اضطربت.