تفسير كنز الدقائق - الميرزا محمد المشهدي - ج ١ - الصفحة ٣٢٤
(منع) أو مفهوم قوله: (ومن أظلم).
وقرأ ابن عامر بغير واو والباقون بالواو (1).
سبحانه: روي عن طلحة بن عبيد الله أنه سأل النبي (صلى الله عليه وآله) عن معنى قوله (سبحانه) فقال: تنزيها له عن كل سوء (2).
بل له ما في السماوات والأرض: رد لما قالوا واستدلال على فساده بأنه خالق ما في السماوات وما في الأرض الذي من جملته الملائكة وعزير والمسيح.
كل له قانتون: مطيعون لا يمتنعون عن مشيئته وكل من كان بهذه الصفة لم يجانس بكونه الواجب لذاته، ومن حق الولد أن يجانس والده، فلا يكون له ولد.
وإنما جاء ب‍ (ما) الذي لغير اولي العلم تحقيرا لشأنهم، وتنوين (كل) عوض عن المضاف إليه أي كل ما فيهما، أو كل من جعلوه ولدا له.
وفي الآية دلالة على أن من ملك ولده، أو والده انعتق عليه، لأنه تعالى نفى الولد بإثبات الملك وذلك يقتضي تنافيهما، وهو المروي عن أئمتنا (عليهم السلام) (3).
بديع السماوات والأرض: يقال: بدع الشئ فهو بديع كقولك: برع الشئ فهو بريع، وبديع السماوات من إضافة الصفة المشبهة إلى فاعلها، أي بديع سماواته وأرضه.
وقيل: البديع بمعنى المبدع، كما أن السميع في قول الشاعر:
* أمن ريحانة الداعي السميع (4).
وهو دليل آخر على نفي الولد: وتقريره أن الوالد عنصر الولد المنفعلة بانفصال

(1) مجمع البيان: ج 1 - 2، ص 192، في نقل معنى الآية 116، من سورة البقرة.
(2) مجمع البيان: ج 1 - 2، ص 192، في نقل معنى الآية 116، من سورة البقرة.
(3) الوسائل: ج 16، الباب 7، من أبواب كتاب العتق، فلا حظ.
(4) في هامش بعض النسخ ما لفظه (البيت لعمرو بن معد يكرب، وتمامه: يؤرقني وأصحابي هجوع. وريحانة اسم أخته، والداعي بمعنى داعي الشوق) (منه رحمه الله).
وفي هامش الكشاف: ج 1، ص 60، ما ملخصه (لعمرو بن معد يكرب صاحب ريحانة أخت دريد بن الصمة، التمس منه زواجها فأجابه ومطله، والسميع المسمع على اسم المفعول، أو المسموع، وسميع مبتدأ خبره يورقني، أي هل داعي الشوق من ريحانة يسهرني والحال أن أصحابي نيام؟ والاستفهام للتعجب).
(٣٢٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 319 320 321 322 323 324 325 326 327 328 329 ... » »»
الفهرست