تفسير كنز الدقائق - الميرزا محمد المشهدي - ج ١ - الصفحة ٣٢٠
وقالت النصارى ليست اليهود على شئ: قال ابن عباس: لما قدم وفد نجران على رسول الله (صلى الله عليه وآله) أتتهم أحبار اليهود، فتنازعوا عند رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال: رافع بن حرملة: ما أنتم على شئ وجحد نبوة عيسى وكفر بالإنجيل، فقال رجل من أهل نجران: ليست اليهود على شئ وجحد نبوة موسى وكفر بالتوراة، فأنزل الله هذه الآية (1).
وهم يتلون الكتب: الواو للحال، والكتاب للجنس، أي قالوا ذلك والحال أنهم من أهل العلم والتلاوة للكتب، وحق من حمل التوراة أو الإنجيل أو غيرهما من كتب الله، أو آية أن لا يكفر بالباقي، لان كل واحد من الكتابين مصدق للثاني شاهد بصحته، وكذلك كتب الله جميعا متواردة في تصديق بعضها بعضا.
كذلك: أي مثل ذلك الذي سمعت به على ذلك المنهاج.
قال الذين لا يعلمون مثل قولهم: كعبدة الأصنام والمعطلة قالوا لكل أهل دين: ليسوا على شئ، وهذا توبيخ عظيم لهم، حيث نظموا أنفسهم مع علمهم في سلك من لا يعلم.
و " مثل قولهم " يحتمل احتمالين، أحدهما: أنه مفعول مطلق ل‍ (قال) والآخر أنه مفعوله، يعنى أن قولهم مثل قولهم في الفساد، ومقولهم مثل مقولهم في الدلالة على أن ما عدا دينهم ليس بشئ.
فإن قيل: لم وبخهم وقد صدقوا، فإن كلا الدينين بعد النسخ ليس بشئ.
قلت: لم يقصدوا ذلك، وإنما قصد كل فريق إبطال دين الآخر من أصله والكفر بنبيه وكتابه، مع أن ما لم ينسخ منهما حق واجب القبول والعمل به مع الايمان بالناسخ.
فالله يحكم بينهم: بين الفريقين.
يوم القيمة: هي مصدر إلا أنه صار كالعلم على وقت بعينه، وهو الوقت الذي يبعث الله عز وجل فيه الخلق فيقومون من قبورهم إلى محشرهم. تقول: قام يقوم

(1) مجمع البيان: ج 1 - 2، ص 188، في سبب نزول آية 113، من سورة البقرة.
(٣٢٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 315 316 317 318 319 320 321 322 323 324 325 ... » »»
الفهرست