[ما يود الذين كفروا من أهل الكتب ولا المشركين أن ينزل عليكم من خير من ربكم والله يختص برحمته من يشاء والله ذو الفضل العظيم (105)] قال الباقر (عليه السلام) (1) وهي راعينا، فلما سمعوا بقول المؤمنين راعنا، إفترصوه وخاطبوا به الرسول، وهم يعنون به تلك السبة، فنهي المؤمنون عنها، وأمروا بما هو في معناها، وهو (انظرنا) بمعنى انظر إلينا، أو انتظرنا، من نظره إذا انتظره، وقرئ (أنظرنا) من الانظار بمعنى الامهال، و (راعونا) على لفظ الجمع للتوقير، و (راعنا) بالتنوين، أي قولا ذا رعن، نسبة إلى الرعن وهو الهرج، لمشابهة قولهم راعينا.
واسمعوا: أي أحسنوا الاستماع لما يكلمكم به رسول الله ويلقي عليكم من المسائل بأذن واعية وأذهان حاضرة، حتى لا تحتاجوا إلى الاستعادة وطلب المراعاة أو واسمعوا سماع قبول وطاعة، ولا يكن مثل سماع اليهود، حيث قالوا:
سمعنا وعصينا أو واسمعوا ما أمرتم به بجد حتى لا تعودوا إلى ما نهيتم عنه.
وللكافرين عذاب أليم: يعني للذين تهاونوا بالرسول عذاب موجع مؤلم.
ما يود الذين كفروا من أهل الكتب ولا المشركين: نزلت تكذيبا لجمع من الكافرين يظهرون مودة المؤمنين ويزعمون أنهم يودون لهم الخير.
والمودة محبة الشئ مع تمنيه، ولذلك تستعمل في كل منهما.
و (من) للتبيين، لان الذين كفروا جنس تحته نوعان: أهل الكتاب