فقليلا ما يؤمنون: فإيمانا قليلا يؤمنون، و (ما) مزيدة للمبالغة في التقليل، وهو إيمانهم ببعض الكتاب كالمفاداة، وقيل: معناه ويؤمنون وهم قليل.
وقيل: يجوز أن تكون القلة بمعنى العدم.
ولما جاءهم كتب من عند الله: هو القرآن.
مصدق لما معهم: من كتابهم لا يخالفه، وقرئ مصدقا على الحال، لتخصيصه بالوصف، وهو (من عند الله) وجواب (لما) محذوف، وهو كذبوا به و استهانوا بمجيئه.
وكانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا: أي يستنصرون على المشركين إذا قاتلوهم قالوا: اللهم انصرنا بالنبي المبعوث في آخر الزمان الذي نجد نعته في التوراة، ويقولون لأعدائهم من المشركين: قد أظل زمان نبي يخرج بتصديق ما قلنا فنقتلكم معه، أو يفتحون عليهم ويعرفونهم أن نبيا يبعث منهم، وقد قرب زمانه.
والسين للمبالغة كما في استعجب واستحجر، أي يسألون أنفسهم الفتح عليهم، أو يسأل بعضهم بعضا أن يفتح عليهم، والشئ بعد الطلب أبلغ كقولهم مر مستعجلا، أي مر طالبا للعجلة من نفسه.
روى العياشي باسناده عن أبي بصير عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال:
كانت اليهود تجد في كتبها، أن مهاجر محمد (صلى الله عليه وآله) ما بين عير واحد، فخرجوا يطلبون الموضع، فمروا بجبل يقال له حداد، فقالوا: حداد واحد سواء، فتفرقوا عنده، فنزل بعضهم ب (تيما) وبعضهم ب (فدك) وبعضهم ب (خيبر) فاشتاق الذين بتيما إلى بعض إخوانهم، فمر بهم أعرابي من قيس، فتكاروا (1) منه، وقال لهم: أمر بكم ما بين عير واحد، فقالوا له: إذا مررت بهما فأرناهما، فلما توسط بهم أرض المدينة قال لهم: ذلك عير وهذا أحد، فنزلوا عن ظهر إبله وقالوا له: قد أصبنا بغيتنا فلا حاجة بنا إلى إبلك فاذهب حيث شئت، وكتبوا إلى إخوانهم