تفسير كنز الدقائق - الميرزا محمد المشهدي - ج ١ - الصفحة ٢١٠
[كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتا فأحياكم ثم يميتكم ثم يحييكم ثم إليه ترجعون (28)] يوصله.
وأقول: الاحتياج إلى ذلك إنما يكون إذا كان بدل الكل عن الكل، وأما إذا كان بدل الاشتمال فلا.
والمراد بما أمر الله كلما لا يجوز قطعه كائنا ما كان، والعمدة فيه صلة أمير المؤمنين (عليه السلام) وصلة الرحم.
روي الأول في تفسير علي بن إبراهيم (1) والثاني في الكافي عن أبي عبد الله (عليه السلام) (2).
والامر الذي واحد الأوامر: طلب الفعل مع العلو، وقيل: مع الاستعلاء، والذي واحد الأمور: المأمور به، تسمية للمفعول به بالمصدر، كما سمي الشأن بمعنى المشؤون، والشأن الطلب والقصد، يقال: شأنت شأنه، أي قصدت قصده.
ويفسدون في الأرض: بالمنع من الايمان والاستهزاء بالحق، وقطع الوصل التي بها نظام العالم وصلاحه.
أولئك هم الخاسرون: لاشترائهم النقض بالوفاء، والقطع بالوصل، والفساد بالصلاح في الدنيا، وعقاب المشتري بثواب المشترى به في الآخرة، فخسروا الدنيا والآخرة ذلك هو الخسران المبين.
كيف تكفرون بالله: الخطاب مع الذين كفروا. لما وصفهم بالكفر وتوابعه،

(١) تفسير القمي: ج ١، ص ٣٥، قال في حديث: " ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل "، يعني من صلة أمير المؤمنين (عليه السلام) والأئمة (عليهم السلام).
(٢) لاحظ الكافي: ج ٢، باب الهجرة، ص 344، وباب قطيعة الرحم، ص 346.
(٢١٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 205 206 207 208 209 210 211 212 213 214 215 ... » »»
الفهرست