[الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل ويفسدون في الأرض أولئك هم الخاسرون (27)] ما شاء محمد، ما شاء الله ثم ما شاء علي، إن مشية الله هي القاهرة التي لا تساوى ولا تكافى ولا تدانى، وما محمد رسول الله في الله وفي قدرته إلا كذبابة، وما علي في الله وفي قدرته إلا كبعوضة في جملة هذه المماليك، مع أن فضل محمد وعلي الفضل الذي لا يفي به فضل على جميع خلقه من أول الدهر إلى آخره، هذا ما قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) في ذكر الذباب والبعوضة في هذا المكان، فلا يدخل في قوله: " إن الله لا يستحيي أن يضرب مثلا ما بعوضة " انتهى (1).
أقول: ولا يذهب عليك بعد ما ذكر من الجمع بين الخبرين والتأمل فيهما، وملاحظة ارتباط الآية بما تقدمها، اندفاع ما قاله العلامة السبزواري في الجمع من أنه لعل المراد: أنهما داخلان في مدلول الآية، لا أن المراد هما فقط، ولا ريب أنهما و أولادهما ضرب بهما المثل في كتاب الله تعالى.
الذين ينقضون عهد الله: منصوب المحل على أنه صفة كاشفة للفاسقين، أو على الذم، أو مرفوع على الذم، أو على الابتداء والخبر " أولئك هم الخاسرون " أو على الخبرية والمبتدأ محذوف، أي هم الذين ينقضون.
والنقض: فسخ الترتيب: ولعله في طاقات الحبل، استعير لابطال العهد استعارة تحقيقية تصريحية، حيث شبه إبطال العهد بفك تآليف الحبل وأطلق اسم المشبه به على المشبه، وشرط حسنه اعتبار تشبيه العهد بالحبل لما فيه من ربط