عائد.
و (أضاء) إما متعدد والمفعول محذوف، والتقدير: كلما أضاء طريقا لهم مشوا فيه، وضمير (فيه) حينئذ إما عائد إلى المفعول المحذوف، وإليه ذهب المبرد، أو إلى البرق، وعليه الجمهور.
وإما لازم بمعنى كلما لمع لهم مشوا فيه، ويتعين عود الضمير إليه. وإذا عاد الضمير إلى البرق على التقديرين، فلابد من (في) الظرفية، أو تقدير مضاف، أي في ضوئه.
وكذلك (أظلم) إما لازم أو متعد، من ظلم الليل بالكسر، ويؤيده قراءة (أظلم) على البناء للمفعول.
ورد باحتمال أن يكون (عليهم) قائما مقام الفاعل، فيكون تعدية أظلم بعلى إلا بنفسه.
وأجيب بأن (عليهم) يقابل (لهم) في أضاء لهم، فإن جعلا مستقرين لم يصلح (عليهم) أن يقوم مقام الفاعل، وإن جعلا صلتين للفعل على تضمين معنى النفع والضر، لم يصلح (عليهم) لان يقوم مقام الفاعل المضمن ولا المضمن فيه، وعلى تقدير صلوحه فعطف (إذا أظلم) على (كلما أضاء) مع كونها جوابا للسؤال عما يصنعون في تارتي خطوف البرق وخفيته، يقتضي أن يكون (أظلم) مسندا إلى ضمير البرق كأضاء، على معنى كلما نفعهم البرق باضاءته افترصوه، وإذ أضرهم بإظلاله واختفائه دهشوا.
وقد يجاب - أيضا - بأن بناء الفعل للمفعول من المتعدي بنفسه أكثر، فالحمل عليه أولى وأنسب.
وإنما قال في الإضاءة (كلما) وفي الاظلام (إذا) لأنهم حراص على المشي، فكلما صادفوا فرصة انتهزوها، ولا كذلك التوقف، ومعنى (قاموا) وقفوا، بدليل وقوعه في مقابلة مشوا، ومنه قام الماء، جمد، وقام السوق إذا كسد، وقد مر استعماله بمعنى نفق، مأخوذا من القيام بمعنى الانتصاب، فهو من الأضداد.
ولو شاء الله لذهب بسمعهم وأبصرهم: معطوفة إما على الجملة الاستئنافية