تفسير كنز الدقائق - الميرزا محمد المشهدي - ج ١ - الصفحة ١٧١
من الثمرات رزقا لكم " ألا ترون كثرة هذه الأوراق والحبوب والحشائش؟ قالوا:
بلى يا رسول الله ما أكثر عددها، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): أكثر عددا منها ملائكة يتبذلون في حمل أطباق النور، عليها التحف من عند ربهم، وفوقها مناديل النور، ويخدمونهم في حمل ما يحمل منها إلى شيعتهم ومحبيهم، وإن طبقا من تلك الاطباق يشمل من الخيرات على ما لا يفي بأقل جزء منه جميع أموال الدنيا (1).
فلا تجعلوا لله أندادا: متفرع على الامر بالعبادة. والمعنى إذا استحق ربكم الذي خلقكم العبادة وكنتم مأمورين بها، فلا تشركوا به أحدا، لتكون عبادتكم مبنية على ما هو أصل العبادة وأساسها، أعني توحيده، وأن لا تجعلوا له أندادا، أو معطوف على الامر قبله. وفيه أن الأولى حينئذ العطف بالواو كقوله: " اعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا " (2).
أو منصوب بإضمار (إن) في جواب الامر، كما في " زرني فأكرمك "، وفيه أن الشرط في ذلك كون الأول سببا للثاني، والعبادة لا تكون سببا للتوحيد الذي هو معناه.
أو منصوب بتقدير (أن) في جواب لعل نصب فاطلع في قوله تعالى: " لعلي أبلغ الأسباب أسباب السماوات فأطلع " (3) بناء على تشبيه (لعل) ب‍ (ليت) وإلحاقا بالأشياء الستة التي تحذف (أن) عن الفعل المضارع بعد الفاء الواقعة بعدها.
أو متعلق ب‍ " الذي جعل " إذا كان مرفوعا على أنه خبر مبتدأ محذوف، فيكون نهيا مترتبا على ما تتضمنه هذه الجملة، أي هو الذي خلقكم بدلائل التوحيد فلا تشركوا به شيئا.
أو على أنه مبتدأ، و (لا تجعلوا) نهي وقع خبرا عنه على تأويل مقول فيه (لا

(١) تفسير الإمام العسكري (عليه السلام): ص 58، ذيل قوله تعالى: " الذي جعل لكم الأرض فراشا ".
(2) سورة النساء: الآية 36.
(3) سورة غافر: الآية 36.
(١٧١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 166 167 168 169 170 171 172 173 174 175 176 ... » »»
الفهرست