و (إن) من الحروف التي شابهت الفعل في عدد الحروف، والبناء على الفتح، و لزوم الأسماء، وإعطاء معانيه، والمتعدي خاصة في دخولها على اسمين، ولذلك أعملت عمله الفرعي، وهو نصب الجزء الأول ورفع الثاني إيذانا بأنه فرع في العمل.
وقال الكوفيون: الخبر قبل دخولها كان مرفوعا بالخبرية، وهي بعد باقية مقتضيه للرفع، قضية للاستصحاب فلا يرفعه الحرف. ورد بأن اقتضاء الخبرية الرفع مشروط بالتجرد لتخلفه عنها في خبر كان، وقد زال بدخولها فتعين إعمال الحرف. و فائدتها تأكيد النسبة وتحقيقها، ولذلك يتلقى بها القسم، وتصدر بها الأجوبة، و تذكر في معرض الشك (1).
روي أن الكندي (2) المتفلسف ركب إلى المبرد (3)، وقال: إني أجد في كلام العرب حشوا، أجد العرب تقول: عبد الله قائم، ثم تقول: إن عبد الله قائم، ثم تقول:
إن عبد الله لقائم!
فقال المبرد: المعاني مختلفة، فقولهم: عبد الله قائم، إخبار عن قيامه، وقولهم: إن عبد الله قائم، جواب عن سؤال سائل وقولهم: إن عبد الله قائم، جواب عن إنكار منكر القيام (4).
والكفر لغة: ستر النعمة، وأصله الكفر بالفتح وهو الستر، ومنه سمي الليل كافرا لستره الأشياء بظلمته، والزارع كافرا لأنه يستر الحب في التراب، وكمام الثمرة كافورا لسترها الثمرة.