3 - وقال بعضهم: (معنى (والى الله ترجع الأمور):
تؤول إلى علم الله تعالى، إذ كان قد علم مصائرها ومصادرها، وإلام ترجع رواجعها وأواخرها، فكأنها رجعت إلى ما كان علم تعالى أنها ترجع إلى عاقبته، وتجري إلى غايته) وفي هذا القول وعيد للمكلفين، معناه:
أنكم إذا علمتم أنه تعالى يعلم عواقب الأمور، وإلام تصير وتؤول، فاتقوا أن توافوه بمعاصيكم، وتلقوه وقد أقدمتم على ما حظره عليكم.
4 - وقال بعضهم: معنى ذلك: أن إليه مصير الأمور، يريد تعالى أنه يجازي عليها بالخير ثوابا وبالشر عقابا، لان ذلك مما لا يملكه إلا هو سبحانه.
5 - وقال بعضهم: معنى ذلك: أن الناس في دار التكليف ربما اعتقد بعضهم في بعض - على سبيل الاغترار - أنه يملك الضر والنفع والاعطاء والمنع، بانفراده، من غير أن يكون الله تعالى وهو الذي أقدره وملكه وخوله وموله، حتى أن هذا الاعتقاد غلا ببعضهم (إلى أن) [1] عبد البشر ضلالا وغيا وعمى وعمها، وربما تجاوز بعضهم تعظيم من يعتقد فيه مثل ذلك من الناس إلى اعتقاد مثله في الأصنام والأوثان والصخور والجماد، فاعتقد - لعدوله عن طريق المعقول ومخالفته نهج الدليل - أنها تملك النفع والضر، وتقسم الرزق والأجل، وعلى ذلك مخرج قول إبراهيم (ع) لأبيه - لما ذهب فيها إلى هذا الاعتقاد -: (يا أبت لم تعبد ما لا يسمع ولا يبصر ولا يغني عنك شيئا) [2]،