المتمسكون بأديانهم، وهو دال مع هذه الحال على صفة حال متقدمة، والسؤال مبني على ذلك، واختلاف العلماء إنما هو في التأول لهذا الخطاب، وكيف يصح فيه لفظ (كنتم)، والمراد به المؤمنون الحاضرون، وهم مقيمون على ايمانهم، متمسكون بأديانهم!، وقول الحسن: (هكذا كانوا مرة) يشير إلى أن الحال تغيرت في زمانه، وأنها كانت على المحمود منها قبل ذلك، ومفهوم الخطاب يخالف هذا القول، لأنه كما ذكرنا يدل بظاهره على مثل ما ذهب إليه الحسن في أيام الرسول صلى الله عليه وآله، وليس هذه الآية نازلة على عهد الحسن فيصح ما قاله من أن القوم كانوا أولا على صفة تغيرت وانتقلت على عهده، فاذن التخليط ناطق من أثناء هذا القول المروي عنه. وعندي أن الصحيح عنه ما ذكرناه امام هذا القول، وإلا فلم يكن يذهب عليه مثله، مع نفاذ بصيرته، وثقوب معرفته، والأولى أن تنسب مثل هذه التخاليط إلى الرواة والناقلين، لا إلى العلماء المحققين.
7 - وقال بعضهم: [1]: (معنى ذلك: أنتم خير أمة أخرجت للناس)، وذلك كقوله تعالى: (واذكروا إذ أنتم قليل مستضعفون في الأرض...) [2]، وقال سبحانه في موضع آخر:
(واذكروا إذ كنتم قليلا فكثركم...) [3] فالمعنيان