بحيث يسوؤه، والدليل على ذلك قول أمير المؤمنين عليه السلام لحارث الهمداني:
يا حار همدان من يمت يرني * من مؤمن أو منافق قبلا ثم أدب الله نبيه صلى الله عليه وآله فقال (ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن) قال ادفع سيئة من أساء إليك بحسنتك حتى يكون الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم ثم قال (وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم واما ينزغنك من الشيطان نزغ) أي ان عرض بقلبك نزغ من الشيطان (فاستعذ بالله) والمخاطبة لرسول الله صلى الله عليه وآله والمعنى للناس ثم احتج على الدهرية فقال (ومن آياته انك ترى الأرض خاشعة) أي ساكنة هامدة (ان الذين يلحدون في آياتنا) يعنى ينكرون (لا يخفون علينا) ثم استفهم عز وجل على المجاز فقال (أفمن يلقى في النار خير أمن يأتي آمنا يوم القيامة اعملوا ما شئتم انه بما تعملون بصير). وقوله (ان الذين كفروا بالذكر) يعنى بالقرآن ثم قال (ولو جعلناه قرآنا أعجميا لقالوا لولا فصلت آياته أعجمي وعربي) قال لو كان هذا القرآن أعجميا لقالوا لولا انزل بالعربية فقال الله (قل هو للذين آمنوا هدى وشفاء) أي تبيان (والذين لا يؤمنون في آذانهم وقر) اي صمم وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفر (ع) في قوله (ان الذين كفروا بالذكر لما جاءهم) يعنى القرآن الذي (لا يأتيه الباطل من بين يديه) قال لا يأتيه الباطل من قبل التوراة ولا من قبل الإنجيل والزبور واما من خلفه لا يأتيه من بعده كتاب يبطله وقوله (لولا فصلت آياته أعجمي وعربي) قال لو كان هذا القرآن أعجميا لقالوا كيف نتعلمه ولساننا عربي وآتيتنا بقرآن أعجمي فأحب الله ان ينزله بلسانهم وقد قال الله عز وجل وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه.
الجزء (25) وقال علي بن إبراهيم في قوله (ويوم يناديهم أين شركائي) يعني ما كانوا يعبدون من دون الله (قالوا آذناك) اي أعلمناك (ما منا من شهيد وضل عنهم