يكون معه علي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام فجاء منافقان ثم جاء علي بعدهما فأنزل الله في ذلك " وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي ولا محدث إلا إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته - يعنى فلانا وفلانا - فينسخ الله ما يلقى الشيطان " يعني لما جاء علي عليه السلام بعدهما (ثم يحكم الله آياته) يعني ينصر أمير المؤمنين عليه السلام ثم قال: (ليجعل ما يلقى الشيطان فتنة) يعني فلانا وفلانا (للذين في قلوبهم مرض - إلى قوله - إلى صراط مستقيم) يعني إلى الامام المستقيم ثم قال: (ولا يزال الذين كفروا في مرية منه) اي في شك من أمير المؤمنين عليه السلام (حتى تأتيهم الساعة بغتة أو يأتيهم عذاب يوم عقيم) قال العقيم الذي لا مثل له في الأيام ثم قال: (الملك يومئذ لله يحكم بينهم فالذين آمنوا وعملوا الصالحات في جنات النعيم والذين كفروا وكذبوا بآياتنا) قال: ولم يؤمنوا بولاية أمير المؤمنين والأئمة عليهم السلام (فأولئك لهم عذاب مهين).
ثم ذكر أمير المؤمنين والمهاجرين من أصحاب النبي صلى الله عليه وآله فقال: (والذين هاجروا في سبيل الله ثم قتلوا أو ماتوا ليرزقنهم الله - إلى قوله - لعليم حليم) وأما قوله: (ومن عاقب بمثل ما عوقب به ثم بغي عليه لينصرنه الله) فهو رسول الله صلى الله عليه وآله لما أخرجته قريش من مكة وهرب منهم إلى الغار وطلبوه ليقتلوه فعاقبهم الله يوم بدر فقتل عتبة وشيبة والوليد وأبو جهل وحنظلة بن أبي سفيان وغيرهم فلما قبض رسول الله صلى الله عليه وآله طلب بدمائهم فقتل الحسين وآل محمد بغيا وعدوانا وهو قول يزيد حين تمثل بهذا الشعر:
ليت أشياخي ببدر شهدوا * جزع الخزرج من وقع الأسل لأهلوا واستهلوا فرحا * ثم قالوا يا يزيد لا تشل لست من خندف إن لم أنتقم * من بني احمد ما كان فعل قد قتلنا القرم من ساداتهم * وعدلناه ببدر فاعتدل