سورة العنكبوت مكية وآياتها تسع وستون (بسم الله الرحمن الرحيم ألم أحسب الناس ان يتركوا ان يقولوا آمنا وهم لا يفتنون) اي لا يختبرون، قال حدثني أبي عن محمد بن الفضيل عن أبي الحسن عليه السلام قال جاء العباس إلى أمير المؤمنين عليه السلام فقال انطلق بنا نبايع لك الناس، فقال أمير المؤمنين عليه السلام أتراهم فاعلين؟ قال: نعم قال فأين قوله: (ألم أحسب الناس ان يتركوا ان يقولوا آمنا وهم لا يفتنون ولقد فتنا الذين من قبلهم - اي اختبرناهم - فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين أم حسب الذين يعملون السيئات ان يسبقونا) اي يفوتونا (ساء ما يحكمون من كان يرجو لقاء الله فان أجل الله لآت) قال من أحب لقاء الله جاءه الأجل (ومن جاهد) امال نفسه عن اللذات والشهوات والمعاصي (فإنما يجاهد لنفسه ان الله لغني عن العالمين) وقوله:
(ووصينا الانسان بوالديه حسنا) (قال هما اللذان ولداه ثم قال: (وإن جاهداك) يعني الوالدين على أن (تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما إلي مرجعكم فأنبئكم بما كنتم تعملون والذين آمنوا وعملوا الصالحات لندخلنهم في الصالحين) أخبرنا الحسين بن محمد عن المعلى بن محمد عن بسطام بن مرة عن إسحاق بن حسان عن الهيثم بن راقد عن علي بن الحسين العبدي عن سعد الإسكاف عن أصبغ بن نباتة انه سئل أمير المؤمنين عليه السلام عن قول الله عز وجل " ان اشكر لي ولوالديك إلي المصير " قال الوالدان اللذان أوجب الله لهما الشكر هما اللذان ولدا العلم وورثا الحكم (الحلم ك) وأمر الناس بطاعتهما ثم قال إلي المصير فمصير العباد إلى الله والدليل على ذلك الوالدان ثم عطف الله القول على ابن فلانة وصاحبه فقال في الخاص " وان جاهداك ان تشرك بي " يقول في الوصية وتعدل عمن أمرت بطاعته " فلا تطعهما "