" قل أوحي إلي انه استمع نفر من الجن " السورة كلها فحكى الله قولهم وولى عليهم رسول الله صلى الله عليه وآله منهم كانوا يعودون إلى رسول الله صلى الله عليه وآله في كل وقت فامر رسول الله صلى الله عليه وآله أمير المؤمنين عليه السلام ان يعلمهم ويفقههم فمنهم مؤمنون ومنهم كافرون وناصبون ويهود ونصارى ومجوس وهم ولد الجان، وسئل العالم عليه السلام عن مؤمني الجن أيدخلون الجنة؟ فقال لا ولكن لله حظائر بين الجنة والنار يكون فيها مؤمنو الجن وفساق الشيعة.
ثم احتج الله على الدهرية فقال: (أولم يروا ان الله الذي خلق السماوات والأرض ولم يعي بخلقهن بقادر على أن يحيي الموتى بلى أنه على كل شئ قدير) ثم أدب الله نبيه صلى الله عليه وآله بالصبر فقال (فاصبر كما صبر أولو العزم من الرسل) وهو نوح وإبراهيم وموسى وعيسى بن مريم عليهم السلام ومحمد صلى الله عليه وآله، ومعنى اولي العزم انهم سبقوا الأنبياء إلى الاقرار بالله والاقرار بكل نبي كان قبلهم وبعدهم وعزموا على الصبر مع التكذيب والأذى (1) ثم قال (ولا تستعجل لهم) يعني العذاب (كأنهم يوم يرون ما يوعدون لم يلبثوا إلا ساعة من نهار بلاغ) قال يرون يوم القيامة انهم لم يلبثوا في الدنيا إلا ساعة من نهار (بلاغ) أي ابلغهم ذلك (فهل يهلك إلا القوم الفاسقون).
سورة محمد صلى الله عليه وآله مدنية آياتها ثمان وثلاثون (بسم الله الرحمن الرحيم الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله أضل أعمالهم) نزلت في الذين ارتدوا بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وغصبوا أهل بيته حقهم وصدوا عن أمير المؤمنين عليه السلام وعن ولاية الأئمة عليهم السلام أضل اعمالهم أي أبطل ما كان تقدم منهم مع رسول الله صلى الله عليه وآله من الجهاد والنصرة.