ما كانوا يدعون من قبل - إلى قوله - وظنوا ما لهم من محيص) أي علموا انه لا محيص لهم ولا ملجأ ولا مفر وقوله: (لا يسأم الانسان من دعاء الخير) أي لا يمل ولا يعيى ان يدعو لنفسه بالخير (وإن مسه الشر فيؤس قنوط) أي يائس من روح الله وفرجه، ثم قال: (وإذا أنعمنا على الانسان أعرض وناء بجانبه) أي يتبختر ويتعظم ويستحقر من هو دونه (وإذا مسه الشر) أي الفقر والمرض والشدة (فذو دعاء عريض) أي يكثر الدعاء وقوله: (سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم انه الحق) فمعنى في الآفاق الكسوف والزلازل وما يعرض في السماء من الآيات، واما في أنفسهم فمرة بالجوع ومرة بالعطش ومرة يشبع ومرة يروى ومرة يمرض ومرة يصح ومرة يستغنى ومرة يفتقر ومرة يرضى ومرة يغضب ومرة يخاف ومرة يأمن فهذا من عظيم دلالة الله على التوحيد قال الشاعر:
وفي كل شئ له آية * تدل على أنه واحد ثم ارهب عباده بلطيف عظمته فقال: (أولم يكف بربك - يا محمد - انه على كل شئ شهيد) ثم قال (ألا انهم في مرية) اي في شك (من لقاء ربهم ألا انه) كناية عن الله (بكل شئ محيط).
سورة الشورى مكية آياتها ثلاث وخمسون (بسم الله الرحمن الرحمن الرحيم حم عسق) هو حروف من اسم الله الأعظم المقطوع يؤلفه رسول الله صلى الله عليه وآله أو الإمام (ع) فيكون الاسم الأعظم الذي إذا دعا الله به أجاب ثم قال: (كذلك يوحي إليك وإلى الذين من قبلك الله العزيز الحكيم) حدثنا أحمد بن علي وأحمد بن إدريس قالا: حدثنا محمد بن