وبفتنانه ويضلان الناس بعده وقد ذكرنا هذا الحديث في تفسير: وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا شياطين الإنس والجن في سورة الأنعام (1) وقوله (ونحشر المجرمين يومئذ زرقا) تكون أعينهم مزرقة لا يقدرون ان يطرفوها وقوله (يتخافتون بينهم) قال يوم القيامة يشير بعضهم إلى بعض انهم لم يلبثوا إلا عشرا (قال الله نحن أعلم بما يقولون إذ يقول أمثلهم طريقة) قال أعلمهم وأصلحهم يقولون (ان لبثتم إلا يوما) ثم خاطب الله نبيه عليه وآله والسلام فقال (ويسألونك عن الجبال فقل ينسفها ربى نسفا فيذرها قاعا صفصفا لا ترى فيها عوجا ولا أمتا) قال الامت الارتفاع والعوج الحزون والذكوات (2) وقوله (يومئذ يتبعون الداعي لا عوج له) قال مناديا من عند الله.
وقوله: (وخشعت الأصوات للرحمن فلا تسمع إلا همسا) فإنه حدثني أبي عن الحسن بن محبوب عن أبي محمد الوايشي عن أبي الورد عن أبي جعفر عليه السلام قال إذا كان يوم القيامة جمع الله الناس في صعيد واحد وهم حفاة عراة فيوقفون في المحشر حتى يعرقوا عرقا شديدا وتشتد أنفاسهم فيمكثون في ذلك خمسين عاما وهو قول الله: وخشعت الأصوات للرحمن فلا تسمع إلا همسا، قال ثم ينادي مناد من تلقاء العرش أين النبي الأمي؟ فيقول الناس قد أسمعت فسم باسمه فينادي أين نبي الرحمة أين محمد بن عبد الله الأمي، فيقدم رسول الله صلى الله عليه وآله أمام الناس كلهم حتى ينتهي إلى حوض طوله ما بين أيلة وصنعاء فيقف عليه فينادى بصاحبكم فيقدم علي عليه السلام أما الناس فيقف معه ثم يؤذن للناس فيمرون فبين وارد الحوض