اتخاذ المهدية مرحلة من مراحل التضليل ذكرت في الصفحات الماضية بإيجاز بالغ أناسا ادعوا المهدوية واستغلوها لتحريض الناس على اتباعهم ونصرتهم في سبيل وصولهم إلى مآربهم تحت شعار من القدسية المزيفة فمنهم من نجح حتى حين ومنهم من ذهبت أمانيه مدفونة في صدره ولم يستطع أن يحقق أحلامه ويصل إلى مرامه.
ولكن وجد أناس لم تشبع غرائزهم حتى بادعاء المهدوية بل جاوزوها إلى ما ورائها فادعوا النبوة أو الألوهية. ولكنهم لو بينوا ما كان يختلج في صدورهم في أول الأمر لتكالب عليهم الناس وبادروهم بالتكذيب والتنكيل، فرأوا من المصلحة التدرج، فأظهروا الصلاح والورع والزهد والاجتهاد في العبادة فلما جمعوا حولهم طائفة تعتقد فيهم الخير والصلاح ارتقوا فادعوا الولاية وأكثروا من المكاشفات والالهامات والمنامات فإذا صدقهم أتباعهم ارتقوا فادعوا المهدوية ثم النبوة وهلم جرا.
وهكذا جعلوا المهدوية قنطرة للوصول إلى دعاوي النبوة وغيرها.
وأذكر في هذا الصدد طائفتين ظهرتا في العصور المتأخرة وهما البابية البهائية والقاديانية.
البهائية:
وهي إحدى الحركات الالحادية التي تعمل للقضاء على الاسلام بكل