مهدي في الحقيقة سواه وإن كان غيره مهديا كما يقال: لا علم إلا ما نفع ولا مال إلا ما وقي وجه صاحبه. كما يصح أن يقال إنما المهدي عيسى بن مريم يعني المهدي الكامل المعصوم " (1).
(ج) هل أحاديث المهدي كلها ضعيفة؟:
ولقد حاول ابن خلدون تضعيف أحاديث المهدي كلها واستند في رأيه هذا إلى كلام العلماء " إن الجرح مقدم على التعديل " ثم ذكر بعض ما ورد في الطعن في بعض رواة أحاديث المهدي. والحقيقة أن المحدثين حينما يقولون: " إن الجرح مقدم على التعديل " لا يريدون منه الإطلاق.
بل لابد أن يكون الجرح مفسرا حتى يتمكن الباحث من النظر فيه وهل هو جرح حقيقة أم لا؟ فقد يضعفه الجارح بسبب يراه قادحا بينما هو ليس بقادح عند غيره (2).
قال ابن حجر في شرح النخبة: " الجرح مقدم على التعديل وأطلق ذلك جماعة ولكن محله إن صدر مبينا من عارف بأسبابه لأنه إن كان غير مفسر لم يقدح فيمن ثبتت عدالته وإن صدر من غير عارف بالأسباب لم يعتبر به أيضا. فإن خلا المجروح عن التعديل قبل الجرح فيه مجملا غير مبين السبب إذا صدر عن عارف على المختار " (3).
وكذلك نص عليه النووي والسخاوي والسيوطي والسندي غيرهم (4).
وحتى لو ثبت الجرح في الراوي فليس كل جرح يقسط الرواية بل من الجرح ما هو شديد ويستلزم ترك الرواية، ومنه ما ليس كذلك بل