ناحية الصحة أو الضعف. وسأفضل الكلام فيها جمعا ونقدا فيما بعد ولكن ماذا كان وقع هذه الأحاديث على الأمة الاسلامية.
تلقى الأمة أحاديث المهدي بالقبول:
لقد كان من الطبيعي أن تبادر الأمة الاسلامية بتصديق كل ما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم والايمان به والاعتقاد به بموجبه، وهكذا كان الامر فيما يتعلق بخلافة المهدي أيضا.
قال العلامة ابن خلدون (1): " اعلم أن المشهور بين الكافة من أهل الاسلام على ممر الاعصار إنه لا بد في آخر الزمان من ظهور رجل من أهل البيت يؤيد الدين ويظهر العدل ويتبعه المسلمون ويستولى على الممالك الاسلامية ويسمى المهدي ويكون خروج الدجال وما بعده من أشراط الساعة الثابتة في الصحيح على أثره، وإن عيسى ينزل من بعده فيقتل الدجال أو ينزل معه فيساعده على قتله ويأتم بالمهدي في صلاته " (2).
ولكن في مقابل هذا المشهور بين الأمة الاسلامية على مر العصور قديما وحديثا نرى بعض الناس قد عرضت لهم شبهات في تسليم هذه الفكرة، فمنهم من رأى أن المراد من المهدي هو عيسى بن مريم عليه السلام وليس هناك مهدي غيره ومنهم من تردد في الاعتراف بهذه الفكرة ومنهم من صرح بإنكارها ورأى أنها موضوعة مختلقة من أساسها، ولا سيما في الماضي القريب فقد ظهرت هذه النزعة في كثير من الكتاب والأدباء والمصنفين.