وهي محاضرة ألقاها المؤلف في إحدى ندوات الجامعة الإسلامية.
والرسالة مع صغر حجمها وقلة صفحاتها كثيرة الفوائد غزيرة العلم، حسنة الترتيب والتنسيق، وبإمكان المرء أن يطلع على أقوال جمهور أهل العلم وآرائهم في شأن المهدي في وقت قليل وأسلوب واضح. والحقيقة أن هذه الرسالة - حسب علمي - أول كتاب ألف في موضوعه بالاعتماد على الصحيح وترك الضعيف والموضوع، فكل من أفرد موضوع المهدي بالتأليف لم يهتم بهذه الناحية مع أنها هي الأهم.
وأما الأحاديث فلم يذكر منها المؤلف إلا القليل واكتفى في كثير منها بنقل أقوال بعض العلماء كالهيثمي وغيره. وقد ذكر أنه بصدد تأليف رسالة في موضوع المهدي فلو أتم هذه الرسالة بشكل جامع يكون أحسن وأنفع للناس، وقد استفدت منه كثيرا في هذا الكتاب.
34 - محمد حسن آل ياسين، الكاظمية العراق:
له كتاب " المهدي المنتظر بين التصور والتصديق ".
منشورات دار مكتبة الحياة - بيروت - الطبعة الثانية 1392 ه.
رسالة صغيرة تشتمل على 64 صفحة، ومؤلفها من الشيعة الإمامية الاثني عشرية ولذلك فهدفه الأساسي هو محاولة إثبات مهدية ابن الحسن العسكري المزعوم وإثبات غيبته.
والكتاب مع صغر حجمه نموذج قبيح من التمويه والتلبيس، وإنطاق النصوص بما لا تنطق، مع أن المؤلف يتشدق كثيرا بالتجرد والأمانة العلمية ولست الآن في مجال مناقشته، ولكن أذكر مثالا واحدا. يذكر المؤلف في الفصل الثاني (أو المرحلة الثانية) من كتابه: أن السنة والشيعة ينتظران المهدي وليس بينهما خلاف سوى في تعيين الرجل، فيرى الإمامية بأنه محمد بن الحسن العسكري وقد ولد وغاب واختفى عن الأنظار ويزعم أن معتقد الشيعة هذا جريا وراء النص وتعبدا به واتباعا لمنطوقه الصريح