حركات معادية أخرى لشغل المسلمين بها عن مقاومتهم، وكانت القاديانية من هذا النوع.
وكان مؤسسها غلام أحمد القادياني المولود في سنة 1839 م أو 1840 م قد اعترف بولائه للاستعمار البريطاني في مواضع كثيرة من مؤلفاته (1).
وكان القادياني مضطرب الأفكار مبتلى بأنواع من الأمراض والاسقام كما كان يعاني الكثير من المشاكل الاقتصادية (2) وكان مثل هذا الرجل صالحا جدا لأن يقع فريسة في أيدي الانكليز الذين أغدقوا عليه من النعم التي كانوا ينهبونها من جيوب اليتامى والأرامل وعلى حساب دماء الأبرياء والصلحاء.
لقد تظاهر الرجل في أول أمره بالدفاع عن الاسلام وحاز ثقة الكثير من العامة والخاصة. ولكنه لم يلبث أن أعلن في سنة 1885 م أنه مجدد للاسلام وفي سنة 1891 م ادعى أنه المهدي الموعود وفي السنة نفسها أنه المسيح الموعود وفي سنة 1901 م أنه النبي المستقل (3).
وكان الرجل يدعي كل هذه الدعاوى في آن واحد فلم يزل يسمي نفسه مهديا موعودا ومسيحا موعودا ونبيا كاملا وأفضل من سائر الأنبياء وقد ألف عدة كتب سمى نفسه فيها مهديا. فمن بين مؤلفاته " حقيقة المهدي " و " لوح المهدي " ولما مات ألف ابنه بشير أحمد سيرته وسماها " سيرة المهدي " وكذلك ألف أحد أتباعه وهو محمد حسين القادياني " كتاب المهدي " (4) وكان يرى من شروط الايمان بمهديته إنكار الجهاد فقال في كتابه شهادة القرآن: